بعض السعادات قصيرة وبعضها لا يدوم. حنان الشيمي

0

بعض السعادات قصيرة وبعضها لا يدوم.

حنان الشيمي

 

تذكرتُ اليوم جارتي التي كانت تصلي الفروض على وقتها، وتجتهد في النوافل من صلاة وصيام وصدقة؛
لكنها لم تكن محجبة.
ولا تغطي شعرها.

 

كنت أتعجب ودوما اقول لها: “أخلاقك وأفعالك تستحق أن يكتمل الأمر”.
كنت أمازحها دوما لأني أتوسم فيها خيرا فأباغتها لتستفيق:
“غطي شعرك وجسدك قبل أن تُرغمي عليها”.

كنتُ أُشفقُ عليها لما تكابده من تشتت،
بين ما تشعر به و بين ما تعيشه؛ فأسرتها ونشأتها حياة ترف باذخة،
كثيرا ما كانوا يستخفون بها ويلقبونها بــ “الشيخة”.

صارحتني ذات يوم أنها تسعى لأداء العمرة.
وأَسرتْ إليّ أنها إن وفقت لها فلن تعود بعدها كما كانت قبلها.
ويالفرحة قلبي حين عادت وقد تزينتْ بحجابها.

وددتُ ساعتها لو أُقبلُ الأرض التي سجدتْ عليها فألهمتها تقواها وردتْ إليها رشدها.
وددتُ لو أذهب إلى أمنا عائشة كي تشاركنا الفرحة،
أو أدق باب أم سلمة فأقص عليها ما حدث.

وتخيلتها تفتح صوانها فتشق خمارها وتغطي به رأس جارتي.
ثم تضع يدها على رأسها وتدعو لها.

يالسعادة المرء حين يفكر كيف سيشاركه البعض مسراته أو حتى أحزانه.
وكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في الناس ذاك اليوم فيروي قصة المرأة التي عادت إلى ربها وبُشرت بتوبتها في صحن الكعبة.
لقد بكيتُ تأثرا وأنا اتخيل تلك الأمور فما بالكم لو عشناها.

أتدرون؟!
الأمر كله يكمن في مشاعر المشاركة
🎀أن تتشارك مشاعرك مع أحدهم وكلك ثقة أنه لن يستخف بك ولن يهون الأمر ولن يخذلك!
🎀أن تتقاسم أفراحك وأحزانك معه دون قلق أو خوف أو تردد .

 

🌸🌸🌸🌸
شاركوا من تحبون مشاعركم واقبضوا على لحظات الفرحة منها فبعض السعادات قصيرة وبعضها لا يدوم.

Leave A Reply

Your email address will not be published.