واجهة السلطة ” بقلم/ عبد القادر الغربيل
داخل خيمة كبيرة رست بمقاعد وثيرة،تتوسطها منصة عالية جلس الحاكم بوجه محتقن بالدهن وكرش متكور بالتخمةكبرميل مكتنز بالشحم واللحم،في بدلة عسكرية موشاة بأوسمة ونياشين،محفوفا بأعيان البلد ورجال السلطة،الذين عاهدوه على الولاء والطاعة،اصطف المتهمون بالتمرد وإثارة الفتنة،وبغطرسة الوضيع دونية المتعالي أشار بأصبعه نحو شخص وقور ضامر البطن،غائر العينين،وآثار التعذيب بادية للعيان على جسده الواهن
وصاح فيهم :هيا انظروا إليه عن قرب
أنظروا إلى ما تلقبونه بالزعيم
أنتم قطيع بهائم لا تفقه شيئا
إنه مجرد جرذ حقير
قصير النظر يجلس في بيته
طول اليوم يقرأ الكتب
لا يمكننا البقاء هنا اليوم بكامله
في تقديم تحياتنا الأخيرة
هذا هو
ابصقوا على وجهه وانسوه
هذا ما يفرضه واجب السلطة
ويمليه تكليف المسؤولية
حين يكون القائد قويا للغاية
يصبح الشعب ضعيفا
_ابصق على وجهه
_لا سيدي
أنا لن أدنسه
_ابصق عليه
أو ستعدم حالا
_أنا سيدي
ليس لدي رغبة في الموت
ولكن لو أجبرتني على الاختيار
فسوف أموت بشرف
حتما سأموت
لن أعيش إلى الأبد
لذا سأموت بكرامة
_ربما نضغط عليكم كثيرا
يحسن أن نترفق بكم قليلا
_هل هناك أحد لديه شرف?
أرونا الأسلوب الأنسب في تعظيم
هذا الحقير الماثل أمامكم
أرونا الطريقة الأمثل في تشريف
هذا المدان الواقف أمامكم
لكم حرية الاختيار والتصرف