وجهه نظر ” كتب/ إميل لبيب

0

وجهه نظر ” كتب/ إميل لبيب

 

وجهه نظر الفرد قد تقوده لتقييم أمر قد يخالفه غيره فيه

 

فما تراه انت شاطر وبارع

قد أراه انا مراوغ ومخادع

 

وما تراه انت مجامله وحسن تعبير

أراه انا نفاق وكذب

 

ليس هناك معيار فى زمن اختلطت فيه القيم والمعايير

 

يتم تقييم أى موضوع، او عرض وجهة النظر بناء على معطيات كثيرة وأمور متعدده منها:

١. الخبرة وتناولها وتداعياتها تتطلب مقالات بل كتب متعدده حتى نغطى تأثير الخبرة وأثرها فى وجهة نظر صاحبها وسلوك الفعل أو رد الفعل المرتبط بموضوع الخبرة

 

والمثل الشعبي يعبر عن أهمية الخبرة بالقول:

” أسأل مجرب … “

 

وللخبرة أوجه متعدده أهمها:

– خبرة العلاقات وإدارة التعاملات مع الآخرين وبخاصة المختلفين عنك، والمخالفين لرأيك، وهى خبرة مرتبطة بفن ومهارات التفاوض للوصول لحلول الوسط ليرضى الاطراف المتنازعه او المتصارعه لتهدأ الأوضاع ويصل الكل لحالة الهدوء نتيجة الاقتناع بنتائج التفاوض

 

– الخبرة المهنية وهى مرتبطة بمجال الأعمال سواء كانت مكتبيه او يدوية، ولكل صانع او مهنى خبرته التى تجعله مميزه فى مجاله

 

وهى عكس الخبرة المعرفية المرتبطة بالعلوم النظرية، والدراسات غير التطبيقية التى فى الغالب لا تمت للواقع بصله، وتظل حبيسة الادراج او مصفوفه على الارفف ليس لها تطبيق عملى على الأرض 

 

– الخبرة الشخصية واقصد بها المهارات والقدرات التى تصقل شخصية الفرد نتيجة الوعى والتعافى من اساءات الماضى وجروحه، وتجاوز الأزمات والصدمات، والحديث فيها يطول ويكبر بحجم الخبرات والتجارب التى مر بها الإنسان على مدار تاريخ وجوده على ظهر البسيطة

 

الأمر الثانى المرتبط بمعطيات تحديد وجهة النظر هو المصلحة

 

٢. المصلحة هى الفائدة التى تعود على الفرد ويحصل منها على مكاسب معنوية او مادية، فليس كل الرزق مال او مناصب، فالبعض يكتفى بمجرد القبول والترحيب الذى يلقاه من الناس حال تواجده وحلوله بينهم

 

ويقيم بعض افراد المجتمع نجاح الشخص من عدمه على قدرته فى إدارة مصالحه وتدبير أموره ليحصل على أكبر المكاسب بأقل جهد وارخص تكلفة 

 

٣. القيم والأخلاق و المبادئ المغروسه فى وجدان الفرد فلا يستطيع الحياد عنها او تجاوزها

 

وهى تختلف من مجتمع لآخر

ومن فرد لغيره

فما يراه البعض قيمه قد يعتبره البعض الآخر قلة حيله يتشدق بها الفاشلون تبريراً لعجزهم عن تحقيق المكاسب والفوائد، راجع النقطه السابقه الخاصه بالمصلحة 

 

هناك معطيات أخرى تؤثر فى وجهة نظر الفرد تجعله يقيم اختياراته ويحدد قراراته، نكتفي بما عرضناه حتى لا يطول المقال 

 

الفكرة الرئيسية ان فى الاختلاف رحمه طالما لم يؤدى إلى خلافات يجعل البعض يعادى بعضه

 

لكن الاختلاف يكون بالحرص على الاحتفاظ برقى الحديث وآداب التعامل، لأن دون ذلك سوف يؤدى للخلاف والصراع نتيجة اختلاف وجهات النظر وهو ما يجعلنا نعود لبداية المقال من جديد

 

اختم بإقتباسين:

 

الأول من أقوال السيد المسيح:

” لا تحكموا على الناس لكى لا يحكم أحد عليكم ” 

 

كل واحد حر يا عزيزى فلا تحكم على أحد دون علم منك بظروفه ودوافعه، حتى لا يحكم عليك أحد 

 

ومن أقوال الإمام الشافعى:

” رأيى صواب يحتمل الخطأ

ورأى غيري خطأ يحتمل الصواب “

 

فنتحل بالمرونه والموضوعية التى تجعلنا ننظر لوجهة النظر الأخرى، او على الاقل ندع كل فرد بشأنه

وكل حراً فى وجهة نظره

Leave A Reply

Your email address will not be published.