هل لليل أتباع؟

هل لليل أتباع؟

0

هل لليل أتباع؟

بقلم/محمد أحمد محمود

الليل، ذلك الحاضر في غيابه، أرق ساعاته حينما تنسج خيوطه السكون على النوافذ المفتوحة، كأنه ينادي الأرواح الهائمة لتشارك في مهرجانه الصامت.

تهمس النجوم في العتمة، كأنهم الأصدقاء المخلصون الذين ينتظرون بفارغ الصبر عودة الحلم الذي يسكن في أعماق الظلام.

تحت بساط الليل اللامع، تنطلق الأحاسيس كأنها فراشات تبحث عن نور خفي.

في حضن الليل الهادئ، يتراجع صخب الحياة اليومية، وتظهر أصداء الحنين في كل زاوية، فتلتقي الأرواح المرهفة في جلسات حوار صامتة مع الظلال، تتبادل الهمسات والأسرار التي لا تتحمل ضوء النهار.

هنا، في هذا العالم السري، تتشابك الأيادي وتنطلق النظرات، لتحكي قصصاً لا تحتاج إلى كلمات لتصل إلى القلوب.

الله الله حينما يعتلي القمر عرشه في السماء، فتتراقص الأشجار تحت ضوءه الفضي، وكأنها تشاركه في احتفال خفي. يتناغم فيه الهواء مع نغمات الليل، التي تحمل معها عبير الزهور وأحلام المحبين..

الليل، بمفرداته الخاصة، يمنح العشاق بعض الوقت ليجدوا فيها ملاذاً من ضجيج النهار.

في هذا الضوء الخافت العذب، تلتقي القلوب وتتحرر المشاعر من أغلالها، لتنساب بحرية وتنسج أحلاماً جديدة.

وقتها، تتجلى الرقة في أبهى صورها، فتتحول اللحظات إلى ذكريات تدوم وتظل تشع ببريقها حتى بعد انقضاء الليل.

سيظل الليل ملاذاً لأتباعه المخلصين، أولئك الذين يجدون في سكينته ملجأً لأرواحهم المتعبة وأحلامهم الضائعة

هو الزمن الذي لا ينتهي سحره، والفضاء الذي لا يمل من احتضان أماني القلوب الحالمة.

في كل ليلة، يجدد الليل دعوته، ليجمع أتباعه حوله، ليحيوا لحظات من الجمال والروعة التي لا تعرف النسيان.

Leave A Reply

Your email address will not be published.