من بيوت النبي أسماء بنت أبي بكر إعداد: حنان الشيمي

0

من بيوت النبي أسماء بنت أبي بكر

إعداد: حنان الشيمي

 

بلغني أن امرأة عجوز كفيفة دخل عليها ابنها، وهو في أزمة اشتدت عليه؛
شكا خذلان الناس له، وخروجهم إلى الحجاج.

حتى أولاده وأهله، وأنه لم يبق معه إلا اليسير، ولم يبق لهم صبر ساعة،
والقوم «ويقصد الأمويين» يعطونه ما شاء من الدنيا،

 

فقالت: «يا بنى، أنت أعلم بنفسك،
إن كنت تعلم أنك على حق وتدعو إلى حق فاصبر عليه،

فقد قتل عليه أصحابك، ولا تمكن من رقبتك، يلعب بها غلمان بنى أمية، وإن كنت إنما أردت الدنيا فلبئس العبد أنت، أهلكت نفسك وأهلكت من قتل معك،
وإن كنت على حق فما وهن الدين، وإلى كم خلودكم فى الدنيا؟ القتل أحسن..
فدنا منها، قبل رأسها
وقال: لست أخشى القتل، وإنما أخاف أن يمثِّلوا بي.

قالت: ليس بعد القتل ما يخافه المرء فالشاة المذبوحة لا يؤلمها السلخ.
ولما خرج عبد الله من عندها قالت “اللهم إنى قد سلمته لأمرك فيه، ورضيت بما قضيت، فقابلنى فى عبدالله بن الزبير بثواب الصابرين الشاكرين”.

هي أسماء بنت أبي بكر

شخصيتها القوية جزء صنعته الأحداث وجزء صنعته المأساة

هي ابنة الصديق الخليفة الأول للمسلمين
وأخت أم المؤمنين عائشة زوج رسول الله.

من السابقات إلى الإسلام. أسلمت عن عمر لا يتجاوز الرابعة عشرة بعد سبعة عشر إنسانا دخلوا قبلها الإسلام.

 

*لقبها
لقبت بذات النطاقين حيث شقت نطاقها الذي كانت تربطه في وسطها نصفين نصف ربطت به الزاد في رحلة هجرة الرسول وصاحبه أبو بكر الصديق، ونصف اتخذته نطاقا على وسطها وكان النبي يرى ذلك كله، فسماها أسمـاء ذات النطــاقين.

وقال لها الرسول : “أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة”،

و هي زوجة الزبير بن العوام، ووالدة عبد الله بن الزبير بن العوام.أول مولود بعد الهجرة
حُمِل المولود الأول إلى الرسول فقبّله وحنّكه، فكان أول ما دخل جوف عبـد اللـه ريق الرسول الكريم، وحمله المسلمون في المدينة وطافوا به المدينة مهلليـن مكبرين.

 

*قوتها
حين قرر الرسول الكريم الهجرة إلى المدينة، مصطحبا معه صاحبه الأعز أبو بكر الصديق، فخرجا، ولما عرفت قريش ذهبت إلى بيت أبي بكر وطرقوا الباب فى عنف فخرجت أسماء إليهم، وسألها أبو جهل: أين أبوك؟ قالت: لا أعلم،
فلطمها لطمة على وجهها طرحت منه قرطها.

 

وعندما علم جدها أبو قحافة ذهب وسألها ماذا ترك لكم أبوكم، وكان الصديق قد أخذ ماله كله، لكن أسماء قالت: ترك لنا خيرا كثيرا، وكان أبو قحافة لا يبصر لكنه أراد أن يتأكد بنفسه، فعمدت أسماء إلى أحجار، فجعلتها في كوة البيت، وغطيت عليها بثوب، ثم أخذت بيده، ووضعتها على الثوب، فقالت: هذا تركه لنا، فقال: أما إذ ترك لكم هذا، فنعم.

*حياتها
كانت حياة شاقة، فقد تزوجها الزبير ابن العوام، ابن عمة النبي وكان فقيرا، وفى الوقت نفسه به شدة فى طبعه عانت منه السيدة أسماء، لكنها احتملت وصبرت،

*مأساتها
أكثر الذي آلم السيدة أسماء كان موت ابنها عبد الله بن الزبير وصلبه على يد بنى أمية، وعبد الله كان حبيبها، ابنها الأول، وفتى المدينة الأول فقد كان أول مولود للمسلمين فى المدينة، لكن بنى أمية أرادوا أن يحولوا الخلافة إلى “ملك عضوض” ورفض الأحرار ومنهم الحسين وابن الزبير ذلك، وقتل الحسين فى كربلاء 61 هجرية، وفى سنة 73 هجرية قتل عبد الله بن الزبير وصلب.

 

 

*تصديها للحجاج
-روى مسلم عن أبي نوفل، رأيت عبدالله بن الزبير على عقبة المدينة، فجعلت قريش تمرُّ عليه والناس حتى مرَّ عليه عبدالله بن عمر، فوقف عليه فقال: السلام عليك أبا خبيب (كنية عبدالله بن الزبير)، السلام عليك أبا خبيب، السلام عليك أبا خبيب،
أمَا والله لقد كنتُ أنهاك عن هذا، أمَا والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنتُ أنهاك عن هذا،

أمَا والله إن كنتَ – ما علمتُ – صوَّامًا، قوَّامًا، وصولًا للرحم، أمَا والله لأُمَّةٌ أنت أشرُّها لأَمَّةُ خيرٍ،

ثم نفذ (انصرف) عبدالله بن عمر،
فبلغ الحجَّاجَ موقفُ عبدالله وقولُه، فأرسَلَ إليه، فأُنزل عن جذعه، فألقي في قبور اليهود،

ثم أرسل إلى أمِّه أسماء بنت أبي بكر، فأبت أن تأتيَه، فأعاد عليها الرسول: لتأتيني أو لأبعثنَّ إليك مَن يسحبك بقرونك (يجرُّك بضفائر شعرك )،
فأَبَت وقالت: والله لا آتيك حتى تبعث إليَّ من يسحبني بقروني،

فقال: أروني سِبْتَيَّ (نوع من النعال) فأخذ نعليه، ثم انطلق حتى دخل عليها
فقال: كيف رأيتِني صنعتُ بعدوِّ الله؟
قالت: رأيتك أفسدتَ عليه دنياه، وأفسَدَ عليك آخرتك،

بلَغَني أنك تقول له: يا بن ذات النطاقين، أنا واللهِ ذات النطاقين، أما أحدهما فكنت أرفع به طعامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطعامَ أبي بكر من الدواب،
وأمَّا الآخَر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه،

أمَا إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حدَّثنا:
((أنَّ في ثقيف كذَّابًا ومبيرًا))،
فأمَّا الكذَّاب فرأيناه (المختار بن أبي عبيد الثقفي)، وأمَّا المبير (المهلك)، فلا إخالك (أظنك) إلا إياه، قال: فقام عنها ولم يراجعها؛ رواه مسلم

 

*وفاتها
ماتت أسماء بنت أبي بكر بعد قتل ابنها عبدالله بن الزبير بليالٍ، وكان قتله يوم الثلاثاء لسبع عشرة ليلةً خَلَت من جمادى الأولى سنة ثلاثٍ وسبعين”

فكانت رضي الله عنها خاتمةَ مَن مات من المهاجرين والمهاجرات؛

 

وقد بلغت من العمر مائة سنة ولم يسقط لها سنٌّ، ولم يُنكَر لها عقلٌ رحمها الله تعالى؛

 

رحم الله أسماء بنت أبي بكر رحمةً واسعةً، وجزاها عن الإسلام خيرَ الجزاء.
رضي الله عنها وأرضاها وجمعنا بصحابيات رسول الله وبحبنا
لهن في جنات النعيم.

Leave A Reply

Your email address will not be published.