من أنس إلى خطيبته شيماء

0

“من أنَس إلى خطيبته شيماء

 

والتي انتَشلَ جثتها بعد يومين من البحث”

مرحبًا
هل تذكرين أنس؟

أنَس الذي أحبّكِ كثيرًا
والذي ظلّ يفتّش عنكِ بينَ الرّكام
اليوم أغلق هاتفه أخيرًا، ورجعَ لبيتكما ذاك
هل تذكريني أنا أنس؟

آهٍ على صورتك الأخيرة في عيوني يا شيماء!

كيفَ حالُ الهدوء عندكِ؟
هل طعم الأمان هو ذاته الذي تخيّلناه معًا؟

شمياء.. كيف تكون النهارات بلا حرب!
أنا لا أعرِف.
تسألينَ عنّي.

أنا هنا، بيني وبينكِ يومان وصاروخ
وأصوات موتٍ عالية

الفُستان؛
ههههههههه، فستانُ عرسنا تمزّق.
لا تلوميني يا حبيبتي
خبأتهُ تحت النّافذة،

قصفوا النّافذة
خبأتهُ في المئذنة
قصفوا المئذنة
خبأته في زيتونِ بيتنا

حرقوا الزيتون والبيتَ والفستان،
ظلّت منه الطّرحة.

-أنا مُحاصَر، لم أستطع أن أعبر القطاع للحدود- علّقتُها على مدخل غزّة
كي يعرف العالم كم حلمًا فيها مات
وكم قلبًا احترق!

لا تلوميني يا حبيبتي،
ماتَ أولادنا المؤجّلون معكِ

دفنتهم في وجهي
أطلِقُهم من فمي “ضحكات”
كلّما قالوا لي: “العزاء لك”
حتّى يروكِ مرّة ثانية!

من يقنع النّاس اليوم أنّكِ في ضحكتي،
في دمعتي المنسيّة،

في ليالي القصفِ الحالكات!
اليومَ أنتظرُ الصّاروخ بدون قلق،
شيماء ليستَ تحت القصف!

رائحتها غبار
صوتها غارة
عيناها أشلاء طفلٍ يفتّش عن حضنِ أمّه
شيماء صارت قصفًا
كالبلاد!

لا تلوميني يا حبيبتي،
بيتنا صار حَجر، الأشياء فيه رماد

أقولُ يا شيماء
سترجعُ الأشياء والبيوت والفستان
سيتوقّف القصف،
سيُقهر المُحتل،
وتكبِّرُ القُدس
وأنا!

كيف أقفُ أمام النّصر بيدٍ واحدة
وعلمٍ واحدٍ
وقلبَين؟

كيفَ أحملُ كلّ هذه الأشياء وحدي!
أينَ أذهبُ بنصفي المدمّى منكِ
من يُرجعكِ!
تسألينَ عنّي
وأسألني عني

Leave A Reply

Your email address will not be published.