ممتنونَ لكَ يا رب بقلم:حنان الشيمي

0

ممتنونَ لكَ يا رب

بقلم:حنان الشيمي

 

تُدهشني الحياة بسرعة وتيرتها فلا تُعَولوا عليها مثقال ذرة،

وتعالوا نبتهج بكوننا نساء.

ممتنونَ لكَ يا ربنا أنْ خلقتنا إناثًا،لدينا مساحةً من الدفءِ والعطاء.

أُغبطُ امرأة الآن في مكانٍ بعيد تشارك أخرى وتتشارك مع أخريات،كل منهن صلت فرضها،

تلت وردها، رددت أذكارها.

ولا يزال لسانها رطبًا بذكر الله

تستغفرُ الله وتصلي على رسول الله في كل وقتٍ وحين.

 

كل المودة لتلك المرأة التي تنظفُ بيتها وترتبه،

تطبخ طعام الغداء لزوجها وتلاعب أطفالها.

كلُ المحبةِ لكل امرأة ترى السعادةَ في تلك التفاصيل البسيطة،

فتجعل منها انتصارات عظيمة.

ربحتْ وغنمتْ وسعدتْ بيوت المسلمين ولا بهتت بهجتها.

بوركت أيادي الأمهات إذ تلون الكون في قلوب الجميع كل يوم
كَوني امرأة يعني أن أطبخ طعاما لأحدهم فأنا أحبه،

أريد أن أقول له صح بدنك وسرت فيه العافية.

هذا فعل بسيط لكنه يأسرني،

أن أضع الطعام على المائدة فأنا أضع مودتي

أفرش قبلها مفرشا فكأنما أفرش قلبي وأعده ليكون صالحا للسكنى.

أن أرص الأطباق يعني أنني أرتب كل في مكانه، بقدره وعلى مقدار محبته.

أن أغرف لهم في الصحون يعني أنني أفيض من روحي وقلبي وكلي
أسكب الطعام وكأنما أسكب مشاعري
وأن كلي لهم

أقسم عليهم أن يأكلوا ثم أقسم ليزيدوا من هذا الصنف أوذاك.

فاللهم لك الحمد على نعمة الصحة والعافية

اللهم لك الحمد على صحن الفول وطبق البيض وكوب الشاي وكأس الماء ورغيف الخبز.

اللهم لك الحمد على مائدة تضم الجميع ولا تلفظ أحدا.

لك الحمد على نداءات الأمهات وأصوات الآباء وصخب الصغار وضجيج الجيران .

 

لك الحمد على لون الشاي في الكأس النظيف.

الحمد لله على تلك التفاصيل الصغيرة التي نعدها انتصارات عظيمة

ولا نمل تكرارها ولا نزهد اعتيادها

ولا نكل من التذكير بها..

اللهم لك الحمد والشكر،

ولن ننسى يا ربنا الصلاة على النبي محمد في كل وقت وحين.

Leave A Reply

Your email address will not be published.