ماذا لو؟   .بقلم/محمد أحمد محمود

 ماذا لو؟   .بقلم/محمد أحمد محمود

0

 ماذا لو؟   .بقلم/محمد أحمد محمود

 

في صباح يوم من أيام الله

و بينما كان ضوء القمر يتسلل عبر النوافذ ليلامس زوايا منزلي

تملكتني فكرة غريبة، فكرة تتلاعب بخيالي وتأخذني في رحلة من التساؤلات

سؤال بسيط لكنه يحمل في طياته خيالاً لا حدود له:

 ماذا لو؟

كانت الحياة لوحة بيضاء، ونحن من يختار الألوان ويرسم الخطوط؟

ماذا لو؟

كانت كل لحظة فرصة جديدة لتصحيح مسارنا، فنرسم بالحب والتسامح ما يشفي جروحنا؟

ماذا لو؟

لم تكن هناك حروب؟

لو كان البشر قادرين على التفاهم بلا صراعات؟

ماذا لو؟

لم يعرف العالم الحقد والكراهية، وعاش الجميع في سلام؟

يتقاسمون الأرض والخيرات بلا خوف أو تمييز؟

ماذا لو؟

كانت الأحلام تتحقق بمجرد التفكير فيها؟

لو كانت الأماني بذوراً تنبت في أرض الواقع دون عناء؟

وتثمر سعادة ورضا لكل من يزرعها؟

ماذا لو؟

لم نكن مقيدين بالزمن؟

لو كانت حياتنا تمتد بلا نهاية؟

نعيش ونحب ونتعلم بلا حدود، نجرب كل ما يمكننا تجربته

نخطئ ونتعلم دون خوف من ضياع الفرص أو هروب الوقت؟

ماذا لو؟

كانت الطبيعة تتحدث؟

فتخبرنا بأسرارها، و ترشدنا لكيفية الاعتناء بها؟

ماذا لو كانت الأشجار تحكي قصصاً، والأنهار تروي حكايات، والجبال تغني ألحاناً؟

ماذا لو؟

كانت القلوب شفافة؟

تُظهر مشاعرها بوضوح، فلا يحتاج الناس للتخمين أو الافتراض

يعيشون الصدق بكل معانيه، لا يخشون التعبير عما يشعرون به.

ماذا لو؟

لم يكن هناك فراق؟

لو كانت الروح تتواصل مع الأحبة حتى بعد رحيلهم؟

تبقى الذكريات حية، والأرواح متصلة بلا انقطاع

فيعيش الحب في قلوبنا بلا موت

ماذا لو؟

كانت الحياة كتاباً مفتوحاً، نقرأ فصوله كما نشاء؟

نختار نهاياتنا بأيدينا؟

ماذا لو؟

كانت كل نهاية بداية جديدة، وكل فصل مغامرة تنتظر من يكتشفها؟

في خضم هذه الأفكار، أدركت أن الحياة، بكل تحدياتها وصعوباتها، هي ما تجعل لكل “ماذا لو” قيمة ومعنى

ربما كون الأسئلة دون إجابات هو ما يمنحنا القوة لنبحث ونتعلم ونسعى للأفضل

وربما يكون الجمال في تلك التساؤلات التي تظل عالقة في أذهاننا

تضيء دروب خيالنا وتدفعنا نحو حلمنا الدائم.

وفي النهاية

سييبقى دائماً السؤال:

ماذا لو؟

Leave A Reply

Your email address will not be published.