ليلة عتقي بقلم: حنان الشيمي

0

 

ليلة عتقي بقلم: حنان الشيمي

بعد الليلة الثالثة من ليالِ العتق كل منا يتسائل هل هي؟
ومتى تكون؟
وهل هذه ليلتي؟

هذه ليلتي!!!
بعيدًا عن غناء السيدة أم كلثوم
ريثما ندرك كنه تلك الليلة

التقيتها عابرة في الطريق
صديقة قديمة رفيقة علم وصحبة مسجد

منذ زمن بعيد وعيونها مطفئة البريق إلا من مسحة حزن
ولكن هذه المرة تلمع عيونها ببريق عجيب وكأنها تبدلت بين يوم وليلة.
ضمتني طويلا هامسة في أذني:
“سأبشرك”

قلت لها: “اللهم بشر من بشرنا”

قالت: لقد أدركتها؛ ليلة القدر كانت في ليلة التاسع والعشرين نسمات الرحمة ملأت جنبات المسجد، قشعريرة سرت في أوصال الجميع، طافت بنا الملائكة طبقات السماء وعرجت بنا على نهر الريان فارتوينا وكأننا لم نذق شقاء قط.

تهللت أساريري واقشعر بدني وهي تروي خاطرتها عن ليلتها هنأتها وعدت.
عدتُ أضرب أخماسًا في أسداس.
كيف تكون ليلة التاسع والعشرون؟!! بينما ما شعرته ليلة الخامس والعشرون كان أمرا مختلفا؛
كنت في المسجد ويالها من لحظات تنسمتُ فيها عبق الجنة وتذوقتُ حلاوة القرب ثم أتاني البشير فجر يومها حين رأيت السماء صافية والرياح ساكنة والشمس تشرق بيضاء لا شعاع فيها نعم لقد التمستها حينها بل أكاد أقسم انها هي ليلتي.

بينما يقتلني التفكير رن جرس الهاتف إنها معلمتي جاءني صوتها كطوق نجاة وهممتُ أن أطرح عليها ما انتابني من تخبط في التقدير..
فإذا بها تخبرني بوفاة أختها وبعد ان عزيتها ودعوت لها قالت لي: دعك من هذا الأمر سأصدقك القول لم أشعر بفقد أختي ولا بنفسي التي بين جنبي
قلت لها :كيف
قالت لقد سافرنا لدفن اختي قبيل الفجر بعد قيام ليلة السابع والعشرين مباشرة وفي طريق السفر أتتني البشريات ملائكة تحاوط المكان تحملنا على أجنحتها وكأننا نطير بين طرقات السماء ونسمات الرحمة تحملنا فلا نفكر في شيئ سوى الرضا والقبول لقد استنشقت عبير الجنة وتلمست ابوابها وكأنني اطوف في أرجائها.

أما قدوم الشمس فكان مبهرا قرص أبيض لا شائبة فيه
رياح ساكنة ونسيم عليل انها هي وربي اقسم على ذلك.

يا ألله ،،،،لقد منحتنا فوق ما نستحق بكرمك ومنتك
خلصتُ إلى أن كل منا يراها ليلته وهو صادق
أغلقتُ الهاتف وسجدتُ شكراً لربي
لستُ اهل فتيا ولا علم وليس لي مثقال ذرة في التنظير أو علوم وأحكام الفقه والشرع
إنما أنا أمة الله الفقيرة خطرت لي خاطرة فوددت أن أبشركم بها.

لكل ليلته وان اقسم لك الجميع انها غيرها

لقد تكرر هذا الأمر أكثر من مرة خلال الأعوام السابقة فكنت أعزيه إلى توق كل منا لنفحات ليلة القدر ، ولكن هذا العام ربما فكرت في الأمر بشكل مختلف.

فلتكن ليلة القدر تلك التي منحتك برهة من المرور إلى عوالم أرحب تضج بالرحمة والرضا والمغفرة عدتَ بعدها خفيف الحمل نقي السريرة خالص الضمير وكأنك ولدتَ من جديد.

تلك هي ليلتك وان اختلفت عن ليلتي وبعدت عن ليلتها

فلكل منا ليلته ♥♥

حنان_الشيمي 2019

Leave A Reply

Your email address will not be published.