لماذا لم نعد نشعر بحلاوة الحياة

لماذا لم نعد نشعر بحلاوة الحياة

0

لماذا لم نعد نشعر بحلاوة الحياة

بقلم/محمد أحمد محمود

لطالما كانت الحياة بالنسبة لنا كقطعة من السكر الناعم، تذوب حلاوتها ببطء في أفواهنا،

كنا ستمتع بكل لحظة من لحظاتها العذبة. كأننا كنا نسبح في بحار من الخيال

سعداء بكل موجة ترفرف بهدوء حولنا، أو تتلاطم بحماسة فوق رؤوسنا.

منذ فترة ليست بالقصيرة، بدأنا نشعر بأن طعم الحياة قد فقد بهاءه ورونقه

لم نعد نجد تلك الحلاوة التي كانت تملأ جوفنا بالسرور كل صباح

 بات الأفق قاتماً… لم نعد نرى سوى سحب مظلمة ورعود تدوي هنا وهناك

حتى أمواج البحر الذي طالما هدهدنا، تحول إلى أمواج عاتية، تتقاذفنا بلا رحمة إلى هنا وهناك.

ما الذي حدث؟ متى فقدنا تلك السعادة التي كانت تغمرنا؟

هل تغيرت الحياة؟

أم نحن من تغير?

ربما كلا الأمرين صحيح. فالعالم اليوم لم يعد كالعالم الذي عرفناه، و تعودنا على ملامحه

لقد طغت الحروب على كل شيء، فأراضينا الخضراء لونتها دماء الأبرياء وأشلاء الضحايا

والسلام الذي كنا ننشده بات مجرد حلم بعيد المنال.

كأن الهواء الذي نتنفسه لم يعد نقياً، صار ملوثاً بصرخات الصغار.

لا بد أن التغيير قد طالنا. ربما أصابنا داء اللامبالاة تجاه مآسي الآخرين

ربما أضحينا أكثر انشغالاً بأنفسنا وشؤوننا التافهة.

نعم، لم نعد نشعر بحلاوة الحياة كما في السابق. فقد طغت المرارة على أروحانا  و أفكارنا

لكني مازلت أؤمن بأن في استطاعتنا جميعاً صنع فرق. أن نعيد الابتسامة لوجوه الصغار والأمل لقلوب الامهات

و متى سنمد أيادينا لمن هم في أمس الحاجة لنا.

ربما حينها تعود حلاوة الحياة لتملأنا من جديد.

Leave A Reply

Your email address will not be published.