كل يوم ..شتاء مقدسي

0

كل يوم..شتاء مقدسي

 

بطريقةٍ روتينية، كل يوم أفتح عيني فأحمد الله على هذا الصباح، أرتب الأسرّة وأنا أرى يومًا جديد،

أفتح الشبابيك وأنا أُقبّل ليلى، أُعدّ الطعام وأنا أُفّكر،

أنظف البيت وأنا أدعي، أغسل الأطباق وأنا أُغنّي، أُطفيء الأضواء، كل الأضواء، وأنزل من البيت…

 

أسير، أسافر في الطريق -أيّامًا وشهورًا- الطريق الّذي لا يتعدى العشر دقائق، ثُم أجد نفسي أمام بيت أُمي،

أفتح الباب وأصعد السلم، وأنا أحمل بسمة عريضة، أرن الجرس وأدق باليد الأخرى، فنلتقي بحفاوةٍ ومحبّة، وكأننا لم نلتقي منذ أعوام…

 

في طريق العودة أمُر على محل الخضروات والبقالة؛ وفي كل مرة انظر إلى محل الملابس المفتوح أول الشارع، فيعجبني الـ تشارلستون ماركة الزارا،

فأقول: واو جميل، في أي مناسبة سأرتديه! سأتذكّر أن أشتريه المرة القادمة؛ ولا أفعل لأنني أنسى…

 

 

وأعود مرةً أخرى، أعد الطعام وأنا أُفكّر؛ أغلق كل الأضواء مرةً أخرى، أشغل التلفاز وأشاهد وأنا أحلم أنني البطلة، التي تقفز من أعلى الهاوية، فتتحوّل ذراعيها إلى أجنحة، وتطير بعيدًا، دون أن تسقط…

 

في مُنتصف الليل أمسك القلم واكتب بعض النصوص، في كل كلمة مئات من التفاصيل والمشاعر؛ في مُنتصف الليل تسقط مني دمعة، فأقول: وما جزاء الصبر الجميل إلاّ عوضًا أجمل.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.