“قصة لم تروَّ من قبل ” بقلم/ عبدالقادر محمد الغريبل
يصطف الناس في طوابير طويلة
أمام شباك التذاكر
لمشاهدة مسرحية جديدة
قصة لم ترو من قبل
لكاتب شهير
عرض إفتتاحي لهواة المسرح
يقوم بالدور
ممثل مغمور يحلم
أن يكون مشهورا ذائع الصيت
كل مقاعد صالة العرض شاغرة
ويرفع الستار
ممثل يقف بلاحراك
كتمثال مصبوب
على الخشبة
يحرك يديه كممسوس
في نوبة هستيرية
يغمغم بكلمات مبهمة
يعلو صفير استهجان وسخرية
من بعض المتهكمين
المسرحية
نسخة مصغرة مشوهة ليس إلا
أداء لفاشل بإمتياز
لم ينل إعجاب الجمهور
ولا تصفيقه
ساحر
مذ سنوات عديدة
وأنا أقف مشدوها بألاعيبه السحرية
مبهورا بخفة يديه العجيبة
مأخوذا بحركاته الخفية
يأسرني انذهال كبير
أسترق منه ما يتفوه به
من كلمات مبهمة
ألتقط بعدسة عيني
ما يقوم به
يضع ورق مقوى في قبعة السوداء
في لمحة البصر
يتحول لأرنب أبيض صغير
و منديل حريري
يتغير لخميلة زهور زاهية
لم أك أستوعب ما يحوكه
من خدع بصرية
ما ينسجه من حيل سحرية
لم أعد مندهشا
كما كنت في الأيام الخوالي
عرفت حبائل خدعه
أسرار ألاعيبه