الحب المحرم : عبده مرقص عبد الملاك
رغم اننى فى ريعان الشباب و لدى مقومات الفارس او (السوبرمان).
فانا ممشوق القوام وجسمى رياضى و شعرى ذهبى و عيناى مثل لؤلؤ البحر و انفى اغريقى الملامح و قد حظيت (بشماشرجى ) متميز
يحرص على ان يلبسنى احدث صيحة فى عالم الازياء و ينتقى ملابسى تبعا لساعات اليوم و المناسبات و فصول السنة و انا عاطل بالوراثة كما يحلو للبعض ان يطلق هذا اللقب على من مَنَّ الله عليهم برغد العيش .و لكن رغم كل ذلك لم اعرف الحب . فانا اقضى جل وقتى فى ( التراس ) اما ادخن الغليون او اتصفح مجلة و مع ذلك فاننى اتصفح وجوه المارة و اشاركهم فى صمت مشاعرهم و ارى فى عيونهم نظرات الاعجاب او الحسد…….
و احيانا اسمع حوارا مع فتاة و خطيبها عندما تبدى اعجابها بى و يكون رده باننى( منفوخ على الفاضى .. هم شوية الهدوم اللى لابسهم عاملين عمل ) فتجيبه ( يعنى لو انت لابس هذه الملابس كنت حتبقى زيه ) فيرد ( فشر …… انا رجل عندى كرامة …….برضة انا البس اللبس ده )
كل يوم اسمع الكثير من الحكايات و ارى انماطا من البشر ………
و فجأة
لمحتها . كانت قاب قوسين او ادنى منى ، و لكن يفصل بيننا الاف من الحواجز ………. العادات و التقاليد و المجتمع …………الخ
انها تقطن بجانبى ،بيننا جدار
كانت فاتنة تعجز الكلمات عن وصفها , ، متحررة ، غادة ، انيقة و تبدل ملابسها على مدار ساعات اليوم
انها ضالتى المنشودة و لكن ……….. بت اسيرا لافكارى التى لا استطيع ان ابوح بها حتى لنفسى
و خطرت لى فكرة مجنونة و هى ان اقفز الى ( تراس فيلتها – الذى يفصلنى عنه جدار رقيق و ابوح لها بمكنون قلبى و اقبلها عنوة )
و اثناء استغراقى في التفكير ، فوجئت بعدد من الاشخاص يقتحمون مكانى بصحبة الشماشرجى و يشدون و ثاقى و يحملوننى على اكتافهم و انا فى ذهول اعجزنى عن المقاومة ………. هل ادرك اهلها بهذه السرعة ما يجول بخاطرى و ارادوا ان يعاقبوننى على مجرد خاطر ورد بذهنى و لم يخرج للحياة …….. انهم اقوياء و لكن كيف لهم ان يقروأ افكارى .
سار بى القوم حتى وصلوا الى غرفة فى قصر الاميرة
و فجأة القوا بى على سريركبير – بعد – ان نزعوا عنى ملابسى – وما زاد دهشنى ان ذراعى كسر و لكن لم اشعر بالام لاننى فؤجئت بها بجوارى بدون اطراف و لا شعر و لا ملابس ……….
اغلق الحراس الباب بعد ان تركونى اسبح فى
الامى و الظلام
عبده مرقص عبد الملاك
(قصة : دمية عرض الملابس -Mannequin )
