فقر و جوع بقلم / على حزين
فقرٌ, وجوع .. وسنوات عجاف
ولي صبية صغارٌ, باتوا نحاف
وما عندي بيت أسكنه
وما عندي دار يقيني
سياط البرد, وقرصة الأمطار
ومن حر صيف النهار
لكن الله رؤف بعباده ،
الحمد لله .. أخيراً
سكنتُ بالإيجار
بيت قديم متهالك جدرانه مهدَّمة
بيت صغير كأنه مقبرة
تئِن حيطانه طول الليل من الرطوبة
وتشتكي في النهار منه المبخرة
الهرة تفر منه والفأرة
إلا أنه ستر الله به العورة
فقرٌ وجوع ..
وسنوات عجاف
ولا اعتراض .. فقط
أطفالي الصغار .. يتضورون جوعاً
ويشتهون الطعام, ويقولون لي : ..
كل يوم .. يا أبتِ .. لماذا الناس لها دار,
ونحن ليس لنا بيت ولا دار
يا أبتِ .. إنا نشتهي اللحمة والخضار
يا أبتِ أين ثياب العيد الجديدة ،
أين اللعب .. وأين النهار
ولماذا ينفر منا أبناء الجيران
يا أبتِ : لقد نمنا طاويين،
فأين الفطار ..،؟!!
فقرٌ وجوع ، وصبية صغار
واللصوص يسرقون قوتنا
في وَضَح النهار
ويمصون دماءنا باقتدار
ويمر علينا العام تلو العام
ويأتي ليل , ويأتي نهار
وأطفالي الصغار, عاجزين مثلي
وليس لهم اختيار, إلا الموت جوعاً ..
أو الموت بالنار
