فرق الخبرات    كتب إميل لبيب

فرق الخبرات    كتب إميل لبيب

0
فرق الخبرات    كتب إميل لبيب
علم النفس الفارق او علم نفس الفروق الفردية، هو احد الفروع التطبيقية لعلم النفس التى تبحث فى الفروق السيكولوجية بين الأشخاص والجماعات والمجتمعات ككل، بيحدد التمايز بين كل واحد والثانى وبيفسر أسباب هذا التمايز الوراثي الجسماني والنفسي، والبيئي والاجتماعي الذي يؤثر فى التكوين النفسى للفرد.
عَبّر الموروث الثقافى الجمعى للمجتمع العربى بأمثال واقوال مأثورة عن هذه الفروق مرات عديده مثل:
” صوابعك مش زى بعضها “
” لولا اختلاف الاذواق لبارت السلع فى الاسواق “
” كل واحد بينام على الجنب اللى يريحه “
وبالرغم من انتشار هذه المقولات والامثال الا اننا نجد فى كثير من الاحيان تعارض بينها وبين عبارات اخري مثل:
” فى حد متزن متزن يعمل كذا….. “
” فى حد بيفهم لا يحب كذا ….. “
” فى حد عاقل يشجع كذا ….. “
وكأن من يختار أمور تخالف رأي اختيارات المجموعة شخص تخلى عن المنطق والعقل من وجهة نظرهم.
والحق يقال ان لكل فرد منا له منطقه وعقله الذى يدير به مصالحه وأموره.. ونذكر من الأمثال الشعبية مايؤيد هذه الفكره مثل:
” وزعوا على كل واحد الارزاق محدش عجبه غير رزق الثانى، ووزعوا الأمخاخ محدش عجبه غير مخه “
” كل واحد عقله مريحه “
وهى وان كانت أمثال شعبية الا انها تمثل حقيقة تنبع من علم نفس الفروق الفردية الذى بدأت مقالى بتعريفه المختصر والمبسط.
فى أوقات كثيرة نتخلى عن المنطق فى التعامل مع الإختلافات
فالوالد الحانى يرغب فى اعفاء ابناءه من المرور بالخبرات السلبية التى مر بها خلال مراحل عمره المختلفه ويحاول بقدر الإمكان تقليل فرص وقوع الأبناء فى أخطائه السابقه، وسواء كان بشكل تلقائى او بطريقه متعمده يوجههم نحو فعل الصواب والصح من وجهة نظره الخاصة التى اكتسبها عبر الزمن ومرور العلاقات والتجارب ويكون لسان حاله وقتها
” بلاش تتلسع من النار اللى اتكويت انا بها “
وبالرغم من النيه الحسنه للوالد الا انها لا تساعد الأبناء على اكتساب خبراتهم الخاصة خلال مراحل عمرهم المختلفة، وهى تمنع نموهم بشكل طبيعى، فالخوف الأبوى فى بعض الأحيان يسعى لتنشئة ابناءه داخل ” حضانة ” تشبة حضانة الاطفال المبتسرين المولودين قبل اكتمال نموهم فى الرحم، فيحتاجوا لاستكمال فترة نموهم داخل بيئة معقمه آمنه حتى يستطيعوا العيش بشكل طبيعى بعد ذلك.
وفى خضم العلاقات والتعاملات اليومية ينسى الوالدين، مهما كانت درجة ثقافتهم وتعليمهم، او يتناسوا حقيقة ان لكل جيل ولكل زمن ظروفه التى تجعل ابناءه ادرى من ابناء الاجيال السابقه في الحكم على الأمور
أكتب هذا الكلام وانا والد وادرك حقيقة الخوف والقلق الذى ينتاب كل فرد على ابناءه وحرصه على أن يحميهم من أمور قد تتسبب فى جروح واساءات قد يطول زمن التعافى منها وتتسبب فى مشاكل وخبرات مؤلمه لهم ولابناءهم من بعدهم باعتبار ماسوف يكون.
لكنى اذكر نفسى بالقصة التى تحكى عن الشخص الذى رأى الفراشة التى تحاول الخروج من الشرنقه فساعدها لكى تتمكن من التخلص من المأزق الذى ظن انها فيه، فلم تستطع الفراشة الطيران وماتت بسبب عدم تمكنها من الخروج بمفردها من شرنقتها.
بالمثل نجد أن جزء من نمونا مرتبط باجتيازنا فى الخبرات الصعبه والمؤلمه التى من شأنها أن تشد العود وتصلب القامة.
فمن حق الأبناء اختيار طريقتهم الخاصة
وعلى الوالدين ان يكونوا مرشدين واعين بحيث تكون اعينهم مفتوحه على طريق ابناءهم وقربهم منهم دون تسلط او قهر، متاحين لإبداء الرأى والنصيحة والتوجيه دون فرض للرأى او ارغام على تنفيذ ماقد يتعارض مع رأى الابناء ورغبتهم.
حتى لو كان رأى الابناء او اختياراتهم تتعارض مع رأى الآباء وخبراتهم
الامر صعب التنفيذ
اعترف انه صعب
لكنه ليس مستحيل
وفى كل الأحوال نحتاج كآباء ان نكون داعمين مساندين قريبين مشجعين ليستمروا فى حياتهم واختياراتهم
حتى لو كانت اختيارات غير مرضيه لنا كآباء
الا انها حياتهم التى سوف تستمر من بعدنا وبدوننا
فمن حقهم ان يختاروا بأنفسهم.
فمن حقهم اكتساب خبراتهم وتجاربهم الشخصية حتى لو مؤلمه فى بعض الأحيان
فلا يوجد نمو بدون الم
فمن حقهم العيش والحياة فى جيلهم بطريقتهم وبأسلوبهم
ويتدربوا على ان يستقلوا عنا ونحن مازلنا على قد الحياة
حتى نستطيع تقديم العون فى حينه، عندما يحتاجونه ويطلبوه
دون تأنيب او توبيخ ولوم
كل أب سوى صالح، يريد الخير لأبناءه ويتمنى لهم حياة مستقره
هذا شئ منطقى بالنسبة للجميع
لكن الخير والصالح من وجهة نظر من؟
الخير والصالح الذى ترجوه كوالد نابع من خبراتك وتجاربك الشخصية
دعهم يكتسبوا خبراتهم وتجاربهم الخاصة
ونكون كما وضحت متاحين للمساعده عند الضرورة
حياتهم ملكاً لهم وهم يستحقوا ان يعيشوها بطريقتهم وبفروقهم الفردية
Leave A Reply

Your email address will not be published.