عَبْر الحياة    بقلم د. زينب أحمد

عَبْر الحياة    بقلم د. زينب أحمد

0

عَبْر الحياة    بقلم د. زينب أحمد

الحزن يأكل القلب و يدمره بشدة .
حين تحزن اقرأ ربما تخفف عنك القراءة أحمال كثيرة فتضعها عنك و ترحل لعالم مختلف
تتحرك بين أفكار جديدة ، فالحياة مملة أغلب الوقت. تخلق بين الفراشات وتشعر بجمال الزهور ولمس الغيوم بعيون متأملة يمنح الروح قابلية العيش في الكون ، فمنه طاقة عجيبة تذيب كل الجراح الدفينة بداخلك
مثلا قرص الشمس الأحمر وأنت عائد من ساحة القتال اليومية
أو لمعة النجوم في السماء تضحك لك ، تشرب الشاي مع رفاقك في الصباح وتضحك تحس روعة الحياة مع تبادل النكات المفعمة بالهموم ، أثقال نضعها عن أكتافنا حين نضحك 

فنجان القهوة و لمحة فكر مختلف تتألق في وميض خفي في روحك .
ابتسامة عابرة تظهرها لمن حولك.

يقف منتظرا حافلته يرتدي معطف أسود طويل ليحميه من البرد و يخبئ يدا واحدة في جيبه والأخرى ممسكا بها حقيبته السوداء متوسطة الحجم .
له شنب متوسط يحمل في ثناياه ملامح الرجولة ينظر أمامه بعين ثاقبة يتأمل من في الجهة الأخرى من الطريق .

تجول في رأسه الأفكار عما حدث بالأمس في العمل ، وما أخبرته به زوجته صباحا من مسؤوليات جديدة يتحمل أعباءها
و ابنه الذي يعبث مساء في شعر رأسه الأبيض ، لقد زاده وقارا عجيبا
تتقد في جوانحه نار لا يعلم عنها أحد أي شيء
تشكو من قسوة الحياة ورتابتها ، فأين هو من اصدقائه في الزمن الماضي منذ حوالي سبع سنوات يلعب معهم مباراة كرة القدم
كان منتشيا لا يحمل الأعباء على ظهره
الان وصلت الحافلة . صعد إليها و سلم على زميل له في المقعد وتحدثا سويا في بعض الأحاديث غير الهامة ، غير أن عقله ما زال يبحث ويسأل أين أنا ؟!
أين أنتِ يا نفسي ؟!

Leave A Reply

Your email address will not be published.