على أهل غزة السلام
بقلم/محمد أحمد محمود
سلامٌ على أهل غزة، الذين تتربع أرواحهم على قمم الكرامة، وتتجلى في عيونهم قناديل الأمل
سلامٌ على تلك الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء، وبقيت رغم الجراح تزهر بصمودٍ لا يلين، وتُعلّم العالم كيف يكون الإباء.
في غزة، كل يوم يحمل معه قصة جديدة من الصمود والتحدي.
تحت ضوء الشمس، تلمع عيون الأطفال ببراءة تخفي خلفها قوة لا تُضاهى، وتشهد على قدرة الإنسان في الحب والتفاؤل رغم كل الصعاب.
في أزقتها الضيقة، تتسارع دقات القلوب مع خطواتهم، معلنةً أن الحياة هنا لا تعرف الاستسلام.
سلامٌ على الأمهات
اللواتي ينسجن من دموعهن وشاحاً من الحنان والأمل، يلفون به صغارهم كل ليلة. يزرعن في قلوبهم بذور الصبر والثبات، ويعلمونهم أن الكرامة أغلى من كل شيء، وأن الحرية حق لا يمكن التنازل عنه. بلمساتهن الحانية، يخففن الألم ويحوّلن الحزن إلى قوة تُضيء طريق المستقبل.
في غزة، الرجال أبطالٌ، يحملون في قلوبهم عزيمة الجبال. يقفون بصدورهم العارية في وجه العواصف، يحمون بيوتهم وأحلامهم بحبهم للأرض والوطن. يعملون بكل ما أوتوا من قوة ليصنعوا مستقبلًا أفضل لأبنائهم، يرفعون راية الكرامة عاليةً، ويكتبون بدمائهم قصص البطولة.
سلامٌ على الشباب
الذين يحملون في عيونهم بريق الأمل والتطلع نحو غدٍ مشرق. يمشون بين الركام، يبحثون عن فسحة للأمل، يرسمون بجدهم واجتهادهم طريقًا نحو مستقبل أفضل. بأيديهم يبنون، وبأفكارهم يخططون، وفي قلوبهم يعيش حلم الوطن الحر.
غزة، يا زهرة الصمود، يا عنوان الكبرياء، سلامٌ عليك في كل وقت وحين. سلامٌ على ليلك الذي يضيء بنجوم الصبر والأمل، وسلامٌ على نهارك الذي يحمل في طياته روح التحدي والإصرار. فيكِ تعلّمنا كيف يكون الحب للوطن، وكيف يكون الوفاء للأرض.
سلامٌ على أهل غزة، الذين يصنعون من الأمل حياة، ومن الألم قوة. هم رمز الصمود الذي لا ينكسر، والإيمان الذي لا يتزعزع.
بأرواحهم النقية، وأياديهم العاملة، وقلوبهم المملوءة بالمحبة، يكتبون كل يوم صفحة جديدة في كتاب العزة والكرامة.
في غزة، نجد المعنى الحقيقي للصمود، ونفهم كيف يمكن للإنسان أن يعيش بكرامة رغم كل التحديات. سلامٌ على أهل غزة، وعلى كل من يحمل في قلبه روح غزة، تلك الروح التي لا تعرف الهزيمة، والتي ستبقى أبد الدهر شعلةً تنير دروب الحرية.
