عرفت الاّن      بقلم/محمد أحمد محمود

عرفت الاّن      بقلم/محمد أحمد محمود

0

عرفت الاّن      بقلم/محمد أحمد محمود

 

أنتِ التي طلبتِ الصمت

حينما امتلأ اليوم بأنصاف الكلمات المبتورة

كيف بدت اللحظات كأحلام هشة و  هي تمر أمام عيني؟

 كنتِ تتنفسين ببطء، كمن يجوب مسافات الذاكرة بحثاً عن مشاعر ضائعة!!

  وكلما حاولت فهم أعماقكِ، اكتشفتُ أن هناك أفقاً لا ينتهي

 الهواء كان يتسلل بين ثنايا الغرفة كأنه يحمل أسراركِ، و بعضاُ من أسراري في انتظار لحظتنا الموؤدة

 

في مساحات الصمت

كانت كل الكلمات تنبت ببطء من تحت سطح اللحظات

 كأنها تحاول الظهور على حافة شفتيكِ

ولكنكِ كنتِ كلما اقتربتِ من القول تعودين للوراء

و تجلسين ناظرة إليَّ بعيون حملت الكثير.

 

في مربعات الصمت

كنت أتسلل إلى أعماقكِ كالمستكشف حينما يهم يدخول غابتة السحرية

كل مرة كنتِ تلامسين وجداني بلمسة خفيفة

تتركين الحروف تتداعى مثل أوراق خريف يراقصها الهواء.

 

امتلأت الغرفة بالترقب

أصبحتِ أنتِ الحكاية

وأنا المستمع الذي أحاول فهم لغة بدت كل حروفها تخفي معانيها.

في تلك اللحظة

تمنيتُ لو أنني كنتُ قادرًا على فك رموزكِ، لكنني وجدت نفسي أمام لغز غير قابل للحل.

 

وفي مساحات الصمت التي تركتيها وراءكِ

بدأتُ أدرك أن عليَّ أحترام صمتك، وأن أقدره كما كنت أقدر كلماتكِ.

ربما في صمتكِ وجدتِ أنتِ الطريقة المُثلى للتعبير عن قرارك 

 

أنتِ التي طلبتِ مني الصمت

لكني في هذا الصمت أدركتُ أن الكلمات ليست دائماً ما تكون الجواب

Leave A Reply

Your email address will not be published.