صـــالح..غــــ ــزة
كي لا ننسى
حنان الشيمي
حفظتُ القرآن وتعلمت تجويده وترتيله،
وساعدني ذلك على ضبط مخارج الحروف والتحكم في طبقات الصوت.
فكان الانشاد الديني الذي أعبر به عن مكنون روحي هوايتي.
أحببت أيضا الكاميرا فنشرت مقاطع كثيرة
لأصوات مرتلين ومنشدين وأشخاصا عاديين وددت لو أرسم البسمة على وجوههم.
منذ بداية الحــــ ــرب قررت أن أنشر كل ما يحدث سلبا وايجابا
فكنت أحاول التخفيف عن الأطفال ومداعبتهم وتهدئة نفوسهم.
كنت أقرأ القرآن فيسكن كل من في المكان رغم الجروح والآلام.
انتشرت ڤيديوهاتي وصار العالم يتواصل معي
حتى حينما كنت أُحبط وجدت من يشجعني ويؤازرني
يقول لي: أكمل الطريق كلنا معك.
في الفترة الأخيرة بدأ الاحــtــلال يترصدني ويهيج عليَّ الرأي العام.
تم وضعي على القائمة الحمراء للاغتيالات،
وأصبحت مطلوبا أمنيا من جهتهم لتوثيقي مجازرهم وابادتهم للقطاع.
بعدما حوصرتْ مستشفى الشفاء
وانتشرت القناصة حولنا في كل مكان نصحني الجميع أن أتجه للجنوب
وقد أرسلوا رسائل تهديد كثيرة لي وللكثير من أهلي
واصدقائي وبعض طاقم العمل في المستشفى الذي كنت نازحا فيه كالكثير من الناس
المعضلة هنا أنني لا أنتمي إلى أية جهة
لست تابعا للقنوات الإخبارية أو المؤسسات الصحفية أمتلك شاشة هاتفي
وفقط
نزحت إلى الجنوب لكن الحال لا يختلف كثيرا عن الشمال
القصف مستمر والقذائف تطلق من كل مكان
القناصة منتشرون هنا وهناك
لا كهرباء لا ماء لا طعام لا شراب.
جميعنا مشاريع شـــ8ــداء ننتظر الدور.
لست بحالة جيدة حتى أتابع نشر المقاطع التي أصورها فأنا محبط ومنهك
لكنني أعدكم أن أتجاوز تلك الفترة سريعا وكما أقول دوما
“والله لافضح عرضهم’.
صـــالح…..غــــ ــزة 2023
