سَلِمت غزة من كل سوء و شر

سَلِمت غزة من كل سوء و شر

0

سَلِمت غزة من كل سوء و شر

بقلم/محمد أحمد محمود

 

في تلك الزاوية من الأرض، حيث تصافح مياه البحر الأبيض المتوسط رمال غزة الذهبية

تتردد أنغام الأمل رغم صخب الألم

 

هناك

حيث تتجلى الحياة في أبسط صورها وأعمق معانيها

تقف غزة شامخة كجبلٍ لا تهزه العواصف

كزهرةٍ تنبض بالحياة في وجه الشدائد.

 

غزة

تلك المدينة التي نبتت فيها الأحلام كالأشجار

وتشابكت فيها القصص كالأغصان.

فيها يتنفس الناس الأمل مع كل نسمة هواء

وينسجون من خيوط الشمس المشرقة أشعة تضيء دروبهم.

 

هنا

تجد الأطفال يلعبون في الأزقة الضيقة

يرسمون على جدرانها لوحات من البراءة والتحدي

ويزرعون في كل زاوية بذور الأمل التي ترفض أن تموت.

 

ورغم السواد الذي يحيط بها، تظل غزة تبتسم

كأنها تقول للعالم بأسره:

أنا هنا، وسأبقى

 

فالظلام لا يمكن أن يطغى على نور الإصرار

والحصار لا يمكن أن يسلب الإرادة.

 

هنا

تعلمت غزة كيف تكون العنقاء التي تولد من رمادها

وكيف تكون الشمعة التي تضيء العتمة.

 

في ليالي غزة الطويلة

ينساب الدعاء من قلوب الأمهات كالنهر الصافي

يرتفع إلى السماء في سكون الليل

يسأل الله أن يحمي الأحبة من كل سوء

  يتبادلون الأحاديث والضحكات المغموسة بأوجاع الألم

يتقاسمون الأحلام والآمال.

 

غزة

تلك المدينة التي تحلم بالحرية كطفل يحلم بأول طائرة ورقية

تبني قصورها في السماء بآمال أهلها

هي المدينة التي تعلمت كيف تحول جراحها إلى زهور

وكيف تجعل من ألمها وقودًا لرحلتها نحو الغد الأفضل.

 

سَلِمت غزة من كل سوء وشر

سَلِمت قلوب أهلها من الانكسار

وسَلِمت أرواحهم من اليأس

 

فهذه المدينة العظيمة تستحق أن تظل نبضًا حيًا في قلب كل من يحب الحياة

وتستحق أن تظل نورًا يضيء دروب المستقبل، مهما كانت الصعاب.

Leave A Reply

Your email address will not be published.