رسالة لأبنائي بقلم / ولاء فرج أسعد
سامحوني إن كنت قد أخطأت في حقكم
حلمت بالنيابة عنكم و رفعت سقف طموحاتكم
و لم أبذل مجهودا مضاعفا على قدرها
بل بذلت “كل” مجهودي فقط أو ما تبقى منه
كنت أظن أن الساعات المتبقية من اليوم
بعد ساعات العمل
تكفي لكي أصنع منكم أبطالا خارقين
فصنعت منكم رجالا و صبايا واعين
كنت أسابق الزمن و أتحدى الظروف
في محاولة مني لجعلكم أسوياء
فصرتم للسعادة طامحين
كنت أقوم بتمثيل كل الأدوار آملةً
في أن تسعدوا في كل خطوة تُخطوها
و أن تدوموا سالمين
و لكني أدركت بالرغم من كل هذا
أنني لم أُشبع رغبتي في العطاء
فالكل اجتمع على تقصيري تجاهكم
و بسببهم نِمْت مبتلة العيون
و القلب حزين على الإخفاق غير المقصود
فلم تكن بقايا ساعات اليوم كافية
و إن لم يكن لدي القدرة فقد كان لدي الإرادة
فلو كان بيدي لحميتكم من حرارة الجو و شردها
و الآن فما عدت أستطيع القيام بنصف
ما كنت أقوم به في الماضي
في الوقت الذي لاتزال إرادتي في ريعان شبابها
فاعذروني فلم أكن يوما الأم المثالية
و اعذروني ثانية فربما لم أكن الأم القوية
بالقدر الذي كان يجب عليّ ان أكُونه
أو بالقدر الذي يتناسب مع أحلامي لكم
لكن عليكم أن تعلموا
أنني بذلت فقط “كل” مجهودي
و الآن فقد جاء دوركم
لتمشوا في مناكب الأرض الوعرة
فدوري الآن قد انحسر في الدعاء لكم
لتسلكوا الدروب المستقيمة و تصلوا لأبواب أحلامكم
فلا تستهينوا برضاي عنكم و حبي لكم
فيا رب الكون و عالم الغيب
كن عونا لهم ولا تعِن عليهم
