راضية      بقلم/أمل أمين الخولي

راضية      بقلم/أمل أمين الخولي

0
راضية      بقلم /أمل أمين الخولي
كم هو مؤلم وقاسٍ جدًا أن تبدِّل وِجهتك التي يومًا ما قد رسمت ملامح خطاها بقلبك وروحك وكل كيانك،
وأن تتمرد على رغبتك المُلِحَّة في وكلك المسير، وأن تتحول مشاعرك ويتجه فِكرك بعيدًا عن ذلك الطريق الذي خطوت فيه آلاف الأميال مسبقًا!
شعور مثقل، وإصرار غريب على التراجع، كيف وأنت الذي لم تعتد الهزيمة والانسحاب؟
فلماذا تأبى الآن التقدم والاستمرارية؟
وكيف تتمرد وأنت ذاك المسالم الهادئ الذي لا ينطق لسانك أبدًا بكلمة “لا”؟
لماذا تغيرت؟
لقد أصبح جلّ ما تريده الآن هو أن تتنحى بعيدًا عن الجميع، وتذهب إلى ذلك الظل الهادئ الذي اعتدت الولوج إليه عندما تتمرد عليك الحروف
ويأبى القلم أن يلفظ ما في جعبته، فتظل قابعًا هناك، متقوقعًا على نفسك حتى تهدأ روحك المتعبة
ويستقر ضميرك على الثبات والحق وأنت تعي في داخلك جيدًا أنه لا مجال للعودة، ولا تراجع إلى الوراء أبدًا مهما كلَّفك الثمن 
لا ضير أن تأخذ هٌدنة وإن طالت، حتى تستطيع من خلالها تهيئة نفسك للتعامل مع كل أنماط البشر،
وخاصة مع من يملكون تلك النفوس العليلة المؤذية
أناس قد قذف الله في قلوبهم القسوة والجهل والكِبر،
قلوب تهوى التشفي، وكل مرادها هو الإطاحة بأحلام وآمال الأبرياء،
…… لكن تأكد أنك ستعود .. ….
وسوف تكون عودتك أكثر حكمة وصبرًا وخبرة، ولربما تكون عودتك سهمًا نافذًا يخترق ظلمة غفوتهم وضلالهم ليشتت ويبعثر كل مكائدهم وضغائنهم،
ويبدد حلكة السواد داخل نفوسهم، ثم يرتد نورًا مضيئًا ينير دروب المجاهدين الصابرين ذوي القلوب الأبيَّة النقية.
وصدقني، ليست الأماكن من تصنع الناس، وإنما نحن من نصنع ونشيد الأماكن.
وما زلت أنا تلك الرحَّالة بين الدروب ..
وإلى أن تستقر وتهدأ نفسي ..
ويرتاح ضميري.. ويستقيم طريقي ..
وترسو مبادئي على ضفاف الصادقين بسلام ..
فأنا واللهِ راضية ….
Leave A Reply

Your email address will not be published.