رؤية        .للكاتبة/أمل أمين الخولي

رؤية        .للكاتبة/أمل أمين الخولي

0

رؤية        .للكاتبة/أمل أمين الخولي

الآية ٣٦ سورة البقرة الجزء الأول

فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36)

استوقفني اليوم لفظ “فأزلهما” وبحثت عن معناه فوجدته كالآتي :

يقول الحق سبحانه وتعالى : {فَأَزَلَّهُمَا الشيطان}

أي أن الشيطان باشر مهمته فأوقعهما في الزلة.

وهي العثرة أو الكبوة أو أوقعهما الشيطان في الخطيئة، “أأزلهما”” أي نحَّاهما فتسبب في إخراجهما من الجنة ونعيمها.

أواستجرهم الشيطان حتى زلوا .

أما بعد

فإن الخطيئة الصغيرة إذا ترخص الإنسان فيها تصير مسهلة لسبيل الشيطان على نفسه.

لكم أن تتخيلوا أن التهاون في ارتكاب الخطأ واستصغار حجم المعصية والاستهتار بالعقاب يٌمكِن الشيطان من السيطرة على نفس الإنسان مما يبيح له إيقاعه بمعصية أكبر والعياذ بالله .

فلقد انصاع كل من سيدنا آدم وأمنا حواء إلى همس الشيطان وكلماته عن شجرة الخٌلد كما ذكر لهم حين استخف بعقولهم

و أكد لهم أنهم لن يتعرضا لمكروه ولا ضرر وأقنعهم بأن يتذوقا التفاحة،

فتناسوا أوامر الله وإن جلّ العبادة هي الطاعة المطلقة لأوامر المولى عز وجل الذي يستحق منا الطاعة دون جدل ولا تفكر .

حينها بدت لهما سوءاتهما وكانا في ستر من الله ونعمة، فلقد غفل آدم عن أمر ربه الذي خلقه وسواه فعدله، وماكان عليه سوى التلبية .

انظروا إلى كلمة “أزلهما” أي أضلهما وليس “أذلهما

فواللهِ لا يقبل الله علينا نحن بنو آدم الإذلال والمهانة أبدًا إلى إبليس العاصي الجاحد، والدليل :

“فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ “

إن الله ألقى في قلب آدم الدعاء ووهبه الرجاء والاستغفار ليتقبل توبته ويسامحه على فعلته،

فهو صنع يديه الكريمتين وهو سبحانه عز وجلّ أرحم الراحمين به، وبغفران المولى وصفحه عن آدم تزداد كراهية إبليس وأعوانه للمؤمنين إلى أبد الأبدين .

هكذا هي الحياة سباق شرس بين الخير والشر، معركة ضارمة بين الإنسان والشيطان، يتناسى الإنسان فيها حق الله عليه بالطاعة، ويستهين بحجم المعصية ليقع فريسة بين براثن الشيطان الذي كل هدفه هو إلهائنا عن طاعة أوامر الله والوقوع في شِرك الخطايا .

وسنظل نخطيء ونستغفر ونعود :

(وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) ،

بذكر الله والتقرب إليه بالعبادات والدعاء والاستغفار والتوبة الدائمة نعود بإذن الله وإن شاء المولى يقبلنا في عباده الصالحين،

فالله لا يغلق بابه في وجه عبدِ أتاه راجيًا ، وإن باب اللهِ هو الباب الأوحد الذي لا يُغلق في وجه مخلوق .

باب التوبة مفتوح لا يُغلق أبدًا .

Leave A Reply

Your email address will not be published.