خطوات قلم بقلم / ولاء فرج أسعد

0

خطوات قلم
بقلم / ولاء فرج أسعد

كنت أظن أن القلم لا يخجل مما كتب يوما، و أنه جماد لا يشعر ولا يتراجع عن ما سطر. هو الذي ائتمنته على سري حين كنت أعض النواجذ من شدة تمسكي بكتمانه. ظللت أمنع نفسي و عيني من النظر إلى ما خط قلمي حين يئست كل محاولات الكتمان.

بل كان يعاقبني بإبعاد الأفكار عن ذهني عندما كنت
أعتصره كي يُظهر لي ما يعج في خلدي من فِكَر. و لكنه يأبى أن أبدأ في كتابة الجديد حتى أسترجع ما نحيته جانبا في ركن الذكريات الذي لا آبه له أبدا؛ خوفا من رؤية ما اتفقت عليه مع قلبي لوأده في غيابت الجب.

صفحات و حروف تآمرت عليّ مع قلمي لاختبار قوة احتمالي، و هل طُويت الأوجاع حقا أم مهملة تنتظر من يحييها من جديد. و الآن بعد أن قرأتي يا عين، هل اطمئننت يا قلم؟ هل أحضر لك الممحاة كي تبتر جزءا من ماضي الألم؟ ألن تنضج و تتعلم الكتابة دون رسم فمٍ مبتسم كاذب مفعم بالأمل؟ أندمت، أندمت على النبش في الركن الأغبر المحفوف بملامح الزمن؟

فلك أن تعلم يا قلم، أن الركن لابد له من يوم و ينفض تراب الخوف و القلق، و يضع نفسه في مكان واضح يُعلن عن نفسه دون حرج أو تردد. و لكن كل ما يخيفني أن يصحو في الوقت الخطأ، وقتٌ حيث لا ينفع الندم.

مرحى مرحى يا فِكَر ها قد أتيتي إلى محراب الحرف، مغدقةً عليّ من لغة الضاد معانٍ و صور يهرع القلم لتوثيقها قبل أن تتطاير أو يُحكم عليها بالنفي في رف النسيان الذي لن يجد لنفسه متنفس بل يصبح قطعة من العدم.

Leave A Reply

Your email address will not be published.