حكاية من صندوق التذكارات

حكاية من صندوق التذكارات

0

حكاية من صندوق التذكارات

بقلم/محمد أحمد محمود

 

 

في زمن ليس ببعيد، حيث نقطة التقاء الخيال بالواقع، عزما على القيام برحلة فريدة إلى جنة مفقودة وُضعت بين أحضان جبل ونهر.

ذهبا كلاهما هناك، في قلب هذا العالم الأول، حيث يحمل صندوق التذكارات ملامح حكاية لم تذبل ألوانها بعد:

إلى أبو البشر آدم وأمنا حواء.

 

في صباح هادئ، غمر نور الشمس النسيم برقة، قرر الحبيبان أن يزورا الأبوين، الذين خُلقوا ليكونوا بُناة قصة البشرية

مشيا عبر غابات خضراء وصحراء ذهبية، حيث زهور البراري تُعطر الأجواء، وكأن الطبيعة قد ارتدت ملابسها الأنيقة لاستقبال قلبيهما العاشق

و عقليهما المتمرد على كل شئ.

 

تسلقا تلالاً مشمسة، ومع كل خطوة كانا يبتعدان عن صخب العالم بكل تعقيداته ويقتربان من أعماق أسطورة قديمة.

وصلا أخيراً إلى مكان تحيطه هالة من السكينة

كان هناك كوخ قديم، صُنع من الأشجار والحجر، ينم عن بساطة وتواضع كبيرين

وعلى عتبة الكوخ، كان أبو البشر آدم، بقامته المهيبة ووجهه الذي يعكس تقاسيمه حكمة القرون.

استقبلهما آدم بابتسامة هادئة، و كثيراً من الترحاب

عيناها كانتا تعكسان تجربة مليئة بألوان الحياة.

إلى جانبه، كانت حواء، بملامحها التي تجسد الأنوثة الأولى، تشع بسلام وحب.

 

جلست الأسرة الأولى معهما حول مائدة من الطبيعة، حيث نُثرت ثمار الجنة وزهورها، و راحت تستمع لتفاصيل القصة.

تبادل الجميع الأحاديث، وتحدث آدم عن الأيام الأولى التي شهدت ولادة الإنسان، وكيف أن كل شيء بدأ من براءة و جمال.

بينما حواء تحدثت عن الحب الذي جمعها بآدم، وكيف كان كل يوم له طعمه الخاص في الجنة.

 

خلال تلك الزيارة، شعر الحبيبان بأنهم قد عادا إلى جذورهما الأولى، حيث الحب والبراءة

كانا يراقبان شجر الحياة، ويشعران بعطر الوجود البكر.

 

مع غروب الشمس

حين بدأ الضوء ينسحب بهدوء من الأفق، ودّع الحبيبان الأبوين، مغادرين بقلب مليء بالشكر والإلهام

لقد كانت الزيارة أكثر من مجرد تجربة، بل كانت لحظة تجسدت فيها روح الإنسانية الأولى

وعادت بهما إلى النقاء الذي يذكّرهما بجمال البدايات وأهمية الحب في كل فصل من فصول الحياة.

 

اليوم تاه الحبيبان في زحمة الأحداث، و عقل لا يرحم

قد تبدو القصة عادية في زمان كزماننا، خاصة مع عقل بات يُدرك جيداً بأن الغلبة ستكون له مهما أسترحمه قلب عاشق

 

لملم هو ملامح قصته، زج بها في صندوق التذكارات

و عاد ليرتدي قناع المبتسم الراضي

Leave A Reply

Your email address will not be published.