حب خداج      .بقلم/حفيظة مهني

حب خداج      .بقلم/حفيظة مهني

0

حب خداج      .بقلم/حفيظة مهني

يتسلل عطرها بين أثواب المساء… تخمة العشق تسيل قطر ريقها بلحظات إستطاب .. تنام أمانيّ على شفة الاشتهاء

متوسدة أذرع البوح

كأنثى تتماشق أنسامها على حبال الروح … تلهيني عن الذات و تسافر بي إلى مدن الهوى …ترشقني بقبل باردة حين يلويني الحنين …إنها تتراقص على أطراف مخيلتي… و تعبث بخيوط الوتين … عطرها الفاخر و لقاء تحت جسر النشوة يجعلني أتمرد كطفل عنيد أبكي بكاء خافت لأنال جائزتي بأول الطريق …. ملفوفة أكواعها بأوراق الغار و افنانها معبقة برائحة القرنفل البري …. بنكهة الحب و مرارة القهوة ، أقايض فيها هدأة أنفاسي و في كل مرة ألمح علبة السجائر و عود كبريت يتوددان لطاولتي ، ، تتسلل العفة إلى خدري و يسري بي سوط الاحتياج عكس الرغبة واروح مهزوما مكسور الدروع

يتمرغ طموحي بين أكفافها و يتشبث ببقايا امنيات بائتة على رصيف الانتظار …. ذات يوم كانت ترافقني كالخبز المحمص الشهي بليالي الشتاء … مرت فصولي

ولا زلت أحن إليها … أجادل فيها حيرتي … لهفتي .. و قراري … و فنجان قهوتي ذاك

لازالت كالأمس أرض طيبة تشبه رائحة أمي عندما يطالني فجرها الجميل… انها كزهرة الياسمين تأبى الذبول و الإنحناء

يربكني التداني اذ تلقي لعابها على ضفاف قلبي بعد ليال عجاف يصيب سيلها وريدي فتحيا زروعي بعدما جف الوريد…. . ولى الخريف .. ..أروح أراود الرجوع إلى لحظات الأنس معها و ألوح لها بتمتمات خجولة ….. قد تملكت ذاتي … لم تعد تصغِ لتأوهاتي …. أتكئ على لذات الذكرى لأخمد ألسن المناداة عليها و أشتري صمتي

لاهب جواها بغرف القلب و متوقد بي مصباح شوقها … إنها مبعثرة بداخلي فهي ليست محض صدفة أن أرتشف ذكراها الليلة فقد كواني منجل نواها… ألهث وراء بساتين النسيان… وأحاول أن انفض رفوف صدري من غبار شوقها….

أمشط جملا مخملية مبهمة الصدى و ألقيها على ورق ضرير . أرقع فحواها….. بالاصطبار …. أتناول وجبة عشق … و بحلقي شوكة تغيض فيض أقداحي … الموسيقى الهادئة … و طيف ظلالها دوما يطاردني …. يشق بريدي و يقرأ حروف الاعتراف … يذوب الشغف بأقداحي و يثمل اللحظ ويدوخ بخصرها

يفضح الدمع أسراري و يروي الأرض بأنوثتها الطاغية …. أصحو مرة أخرى و لست أنساها….

.. تسكن بين شفقي و أنسام الصباح …. أفرك عيني حين يزعجني دخان رسائلها …. وحين ارنو للقياها …..

آه أني أمضغ قديد صبري على دكة سطر يستغيث…. أرسل لها نزيفي بين جلابيبي المهترئة

فكل يوم أنتظر موعدها لأفضفض لها عن لؤم الليل و سهر الجفون .. أحكي لها عن ضجيج الأشواق و شغب الهيام .. أحكي لها بحنجرة مبحوحة …. عن لوعتي و الانشقاق… أبوح لها عن مرارة الفقد و عن جبني الذي يلبسني ….ترتع بقعر فؤادي ….. اه وبكل جنون اريد أن امهد لولادة عهدي الجديد معها

يثير تجنيها شجني ….

أود لو أجني ثمرا يانعا بدفق شوق حامي افتض مهد بواكير الرغاب و أسترق الصبا من خصلاتها قبل هبوب ريح المشيب بجيدي …. أود أن أماطل المكوث بعينيها قبل أن يجف الندى بعروقي ….

انها غيمتي … تزخ على جبيني عجبا و كبر … يستهويها اللعب بمزامير صبوتي.. رغم لوعتي … حضورها ينتشي منه اخضراري و يروي حلمي الهزيل

يتدحرج وجدها على خيوط خفقي و يعانق سمعي همسها

تلفح حمة العشق عظامي و تنخرها …. احزن حينما يصيبني ورم الحنين …. فيطرح قلبي حب خداج شبيه بمهاة تزين ليالي العمر

Leave A Reply

Your email address will not be published.