تفسير سورة العاديات  ” بقلم  :بلخير نورة 

0

تفسير سورة العاديات  ” بقلم  :بلخير نورة 

 

ضرب الله تعالى لنا مثلًا عظيمًا في سورة العاديات، يجعلنا نستحي منه، فيه أقسم بالعاديات وهي الخيول..

‏لكن لم يُقسم الله بها وهي واقفة، بل نعتها بصفة الضبح..

‏الضبح هو صوت أنفاس الخيول عندما يحترق صدرها من شدة الركض،

‏فقال تعالى«وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا».

‏وبصفة أخرى فقال «فَالمُورِيَاتِ قَدْحًا»

‏وهي الشرارة التي تلمع نتيجة لإحتكاك حوافرها مع الأرض وهي تركض بسرعة شديدة..

‏نار تحرق صدورها ونار تحرق أقدامها!

‏«فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا» هنا يخبرنا الله أن الخيول لا تركض هكذا من أجل التسلية بل تركض داخل حرب أثناء النهار.

‏فهي تعلم أنها داخل معركة وتعلم أنها في خطر

‏ومع ذلك لم تتراجع ساخطة على قائدها.

‏«فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا» أي أثارت الغبار في المكان من شدة الركض

‏فأصبح الهواء الذي تتنفسه الخيول مختلطًا بالغبار (النقع).

‏صدرها يشتعل نارا ومع ذلك تستنشق هواءً مختلطا بالغبار..تضحية عجيبة!

‏«فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا» أي أنها تقف في مركز المعركة..أخطر مقام

‏كل تلك الآيات كانت قسمًا من الله عز وجل..

‏لكن جاء جواب القسم عجيبًا:

‏«إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ» !!

‏كان الحديث عن الخيول ووصف أحوالها

‏ثم إنتقل القرآن فجأة للحديث عن حال الإنسان مع ربه ويصفه بالـ(كنود) أي الساخط على نِعم الله..

‏لمَ هذا الإنتقال العجيب؟!

‏ذلك لأن الخيول تُضحي كل هذه التضحية من أجل قائدها الذي فقط يُطعمها ويرعاها..

‏وهو لم يخلق لها السمع ولا البصر ولا حافرًا من حوافرها..

‏ومع ذلك فهي تُظهر إمتنانها له بالإقدام على هلاكها دون خوف!

‏👌أما الإنسان فإنه ينسى كل نِعم الله عليه مجرد أن يُصادف أمراً واحداً يسوءه..فيشتكي و ينسي نعم خالقه

‏اللهم ردنا إليك ردًا جميلًا

‏الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

‏اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا.. وزدنا علمًا وفهمًا يارب ..وأهدنا إلي ما تحبه وترضاه

‏اللهم آمين يارب العالمين..

‏_ اترك أثراً طيباً تؤجر عليه

‏سبح ، أستغفر، صلي على النبي ﷺ

Leave A Reply

Your email address will not be published.