تصحيح واجب ” بقلم أ.د/ محمد اسحق
النظام البنائي للاشكال الطبيعية والهندسية
والخلط بين الشكل والمجسم والهيئة
يتعامل كثير مع هذه المصطلحات في الفن بالخلط وتكون المشكله الكبري في البحوث .
فالشكل Form بمعني صفته اي طبيعته وهنا نقف اما شكل ثنائي الأبعاد ويتعادل هنا مع المساحه اما الثلاثي الابعاد الشكل الذي له طول وعرض وارتفاع وتعني صفه التجسيم Three dimension يكون هنا بمعني الامتلاء والتواجد في الفراغ وهنا يتحدد هيئة Shap الشكل وتواجده في الفراغ او المساحة فتكون هندسيه الهيئة وتعطي الاحساس بالثبات والسكون في تفاعل خطوطها المحدده له او تكون حيويه يحدها خطوط واسطح اكثر تفاعل وحيويه بالتحدب والتقعير المنتظم وغير المنتظم الحر .
فالشكل الاحادي الابعاد مثل الخط والاسلاك وهي التي يغلب عليها صفه الطول امام اي ابعاد اخري و الثنائي الابعاد الاشكال التي لها طول وعرض فقط مثل المربع والدائره ويخطط من يقول مساحه لان المسطحة تعني الساذجه ! والمجسم المكعب والكره .
وهنا يكون هناك فرق بين مسمي الشكل المجسم والثنائي الابعاد . والفراغ هو الذي يظهر طبيعه وخصائص الاشكال والفراغ هنا هو المعادل للضوء بمعني اننا لا ندرك الفراغ الا من خلال الضوء فإذا دخلنا حجره مظلمه لا نستطيع ادارك فراغها الا من خلال الضوء وهنا يكون الفراغ هو الحجم والمجال الضوئي المحيط بالاشكال . والاشكال بصفه عامه يحكمها نظم انشائيه تكسبها صفاتها سواء كانت هندسيه او طبيعيه .
هذه النظم هندسية ورياضية و هندسية وفق نظام بنائي يحقق لها صفتها الجماليه والاساس الانشائي لها مثل التماثيل والتوافق والتباين وتكون نظام حاكم لبناء الشكل ويتوافق ويتكامل هذا مع النظام الرياضي الذي يؤكد هندسيته تماما عند تناول اي شكل هندسي مثلا المربع اضلاعه متساويه وزواياه و وكل ضلعين متقابلين متوازيين و….وفي نفس الوقت كل ضلع له قياس عددي رياضي ويمكن تقسيمه الي مستطيلين ليتغير مساحته شكليا وعدديا بعد ان كان الأضلاع المتساويه ٤ .٤. ٤.٤ ..اي واحد تتحول الي ٢.٤ .٤.٢ عند تقسيم المربع الي متسطيلين وتكون مساحته معلومه رياضيا وهندسيا. فتتحول الابعاد الي منظومه عددية ايقاعية لما تقدمه من مساحات متساوية ومتنوعه ومعلوم ابعادها ونظامها فتحقق للشكل التناسب الجمالي في التقسيم والتنظيم وهنا نقف امام النظام في الاشكال الهندسيه يخضع للتناسب الذي يقدمه ويحققه الفنان في الشكل عكس النسب الذي يكتشفها الانسان في رؤيته للطبيعه وهي من ابداع الخالق وقد يقتضي الفنان بها الي جانب التناسب لتكون مصدر بناء وتحقيق منظومته التشكيليه .
فالنظام الرياضي الهندسي يحققا للشكله تناسبه الجمالي تمام في اي شكل في الطبيعه تحكمه نسب ونظم من التكرار والتماثل والتقابل والتبادل كما في ورقه الشجره تجدها متماثله الهيئه ويقسمها من الداخل الي مساحات انسجه وفق نظام عددي رياضي وأساس بنائي محكم حتي جسم الإنسان او اي شكل في الطبيعه تحكمه هذه النظم التي يمكن اكتشفها برؤيه مدركه .
وهنا يكون التعامل بالمنطق والنظام مع اي شكل طبيعي او هندسي يحكمه هذه النظم الهندسيه والانشائيه والبنائيه والرياضيه وفق اسس لها.
نتعامل مع الاشكال ليس كشكل وانما من خلال النظام التي يحكم تكوينها وبنائها انها معلومات اداركيه وليس بصريه فقط يسهل تفسيرها وتتبعها لمن يدركها ويعلمها فيكون نتاجها واضح في الاعمال الفنيه الاحاديه و الثنائيه والثلاثيه الابعاد الطبيعيه والهندسيه والتجريديه والاعمال التجريديه تخضع لمنظومه طاقه الشكل الداخليه وتفاعلها مع الطاقه الخارجيه فتعطي له صفته الهندسيه والعضويه من استواء او تقدر او تحدب للسطح وبين ما تحققه من هيئه هندسيه الخطوط والزوايا او خطوط لينه من الاقواس .
الوعي بهذه النظم البنائيه والانشائيه الهندسيه والرياضيه توضح ان الكون مبني علي منظومه والطبيعه اساس القيم الفنيه التي يكتشفها ادراكيا الانسان المتأمل والتي يستفيد منها الفنان في تحقيق القيم الجماليه في اعماله .