“تشبهني الحياة”    بقلم: مريم عبد الجواد

"تشبهني الحياة"    بقلم: مريم عبد الجواد

0

“تشبهني الحياة”    بقلم: مريم عبد الجواد

تشبهني الحياة كثيرا و لا اشبهها في شيء

تشبهني في تشبّثي اليائس كغصن وحيد في وجه العاصفة

و تختلف في محدوديّتها الشّاسعة الّتي لا تسع وجودي.

ذات يوم سأهرب من قفص الانتماءات الزائفة كطير فارّ من قبضة عبوديّته

فحتّى الحياة لن تدوم للأبد.

ربّما أكون الخلود الّذي ما انفكّت تنشده و تبحث عنه

لكنّني سأنزلق من بين أصابعها ذات غفلة بعد أن انتشت بفكرة امتلاكي.

انّني مجرّد عابرة لكن هي عالقة في ماهيتها حتّى يأتي الفناء.

ستخبو تدريجيّا و تنطفئ كشمعة أدّت دورها في ليلة باردة

و أمرّ أنا طيفًا يصنع من الحرّية وشاحًا يُدفئه فتراقبني من شرفتها بينما أمضي نحو أقاصي المجهول حتى أختفي بهدوء عن مجال رؤيتها و أغيب في النّهايات..

ربّما في ذلك اليوم سأكون شخصا مختلفا.

لن أحبّ الحياة في ذلك الصّباح و سأمنع الشّمس من استراق النّظر عبر نافذتي..

لن يكون لجمال الأشجار أيّ معنى وجدانيّ لديّ

و ستكون عيناي حينئذ قد ارتوتا حدّ الإرهاق فتكفّان عن الانبهار برؤية ما أحبّ

و ما أكثر ما أحببت.

لن أبتسم، لن أعبس، سأرفض الشّعور بالأشياء و أكتب رسالة إلى الاله أسأله فيها أن يمنحني حياة قادمة أكون فيها نسيمًا رقيقًا أو زهرة برّيّة على حافّة بحيرة ما تراقب الغروب بسعادة..

تشبهني الحياة كثيرا و لا أشبهها في شيء

تشبهني لأنّني أقيم فيها

و سأختلف عندما تسحبني بشريّتي منها ذات يوم.

Leave A Reply

Your email address will not be published.