بين حانة و مانة ضاعت لِحانا

بين حانة و مانة ضاعت لِحانا

0

بين حانة و مانة ضاعت لِحانا

بقلم/محمد أحمد محمود


في عتمة زمان مضى بظلمات جهل ظننا و بعض الظن إثم أننا قد تخلصنا من تبعاته،

أشرقت نور الرسالة، وبهاء الحكمة، من خلال رسول كريم صلى الله عليه وسلم،

جاء برسالة سلام وتسامح، وبنية قلب رقيقة وأدب عظيم

لقد كانت دعوته للإسلام تحفل بالحكمة و اللطف، مما يجَّسد معاني الرحمة والتواصل الإنساني.

كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، في دعوته للإسلام، قدوة في اللطف والتواصل الإنساني

لم يكن فظًا في حديثه، ولا غليظ القلب في تعامله، بل كان يتحلّى بأخلاق عظيمة وسماحة فريدة

كان يستخدم ألفاظاً طيبة وأسلوبًا حكيمًا في نقل رسالته، مما جعلها مقبولة ومحبوبة للجميع

 

.
كانت دعوتة صلى الله عليه وسلم تتسم بنور الرحمة والتسامح، حيث كان يبث السلام والمحبة في قلوب الناس

ويسامح من أساء إليه، ويعامل الجميع بالعدل والإنصاف

كانت رحمته تشمل الجميع، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم، مما جعل دعوته دعوة شاملة للإنسانية جمعاء

 


و سبحان ربنا الذي قدم الحكمة على الموعظة الحسنة في دعوة الناس إلى سبيله.

فرزقه صلى الله عليه وسلم فن الحكمة، حيث كان يستخدم العبر والأمثال في تبسيط الأفكار وجعلها أكثر فهمًا للجميع

بفضل هذه الحكمة، تأثر الناس برسالته، واهتدوا لنور الإسلام بكل سهولة ويسر

.
و تتبع بعضنا – بفضل من الله – خُطى رسولنا الكريم في دعوته إلى سبيل الخير والصلاح

فبدا في عيون الناس بريق الإيمان والأمل


لكننا وجدنا في هذه الأيام البعض يتباهى بعزف نغمات التطرف على شواطئ مواقع التواصل الاجتماعي

يمزج الضوء بالظلام و الحقيقة بالوهم، صانعاً لنا سيمفونية غامضة تُنفَّر القلوب و تهمس في اّذان الصغار نشاز الألحان

فيها ينشدون بمقامات لم نسمع لها مثيلاً من قبل

 

أخذوا  معهم البعض في رحلات متعرجة بين مياه التطرف على ضفاف وسائل التواصل الاجتماعي

لا يُشعرونك بأنهم مثلك يبحثون عن الحقيقة، لكنهم بغطرسة مستفزة يُشعرونك بأنهم يملكون الحقيقة

و أن من حاد عما يقولون فهو أو هي على أقل تقدير شقي تاه عن طريق الحق


أصبح لكل منهم صفحته التي يراها كملاذ لترويج أفكاره، و له مئات المُريدين، و الغريب أنك تجد لكل منهم حاشية من النساء جاهزة للدفاع عنه

بغض النظر إن كان يملك الحق من عدمه
من يقترب منه أو فَكَر في معارضته فالويل و الثبور و عظائم الأمور من حاشيته

يخرجون عليك كأنهم حُمر مستنفرة فرت من قسورة

 

وكما في الرجال؛ تجد النساء أيضًا مَن يتألقن بعزف نغمات شاذة؛ ينسجن اّراء، تمزج بعض الضوء بالكثير من الظلام

وقليل من الحقيقة بالكثير من الوهم.

فويلٌ لمن تجرأت، و خالفت الرأي وقتها تجد مجموعة من الرجال، كل واحدٍ منهم شاهراً لسانه بأقسى العبارات

مُحاولين إخافة وترهيب كل من سولت له نفسه بعدم السمع و الطاعة

و ربما تباروا في كسرها إن ظلت هي مستميتةً وثابتةً على مواقفها


و جميعهم؛ نساءَا و رجالاَ  في الحقيقة يمتلكون خيوطاً متشابكة تربطهم بمصالح أخرى، تسحبهم بعيداً عن مضمون الدين الحقيقي

ينغمسون في مياه التطرف، يصارعون الأمواج بكل عزم

ولا يشعرون بالعواقب المدمرة التي تختبئ في فقدهم القدرة على رؤية الحقيقة وراء غيوم الجهل


تمسكوا بساحات الجدال والتشدد، و أرهقونا بأشواك الغرور و التبجح
و نسجوا قصة الإيمان بألوانهم الفجه


لذا ينبغي علينا أن نكون حذرين ونعمل على فحص الأفكار والآراء بحكمة

وأن نبحث عن الحقيقة وراء كل ما يُروج له، للحفاظ على معاني الدين الحقيقية والحيادية على الإنترنت


من الاّن و خلال الحلقات القادمة سنكشف بحول الله و قوته
زيف ما يصنعون


انتظرونا

Leave A Reply

Your email address will not be published.