بين السماء و الأرض

بين السماء و الأرض

0

بين السماء و الأرض

بقلم/محمد أحمد محمود

 

في لحظة بدت غريبة، خرج آدم وحواء من بوابة الجنة

كأن السماء وقتها قد ارتسمت بألوان الشغف والعشق، ليستقبلا عالمًا جديدًا يتسم بسحر اللحظة الأولى

الشمس تلقي بأشعتها الذهبية كمن يرسل قبلة عاشق

والهواء يحمل نسمات العطر كأنها رغبة ترحيب.

 

كان آدم يحمل في عيونه حكاية الفراق مع الجنة، وفي قلبه يختزن ذكرياتها الجميلة

كان يتأمل بحنين السماء الزرقاء وكأنه يحلم بملمح البسمة الإلهية.

في تلك اللحظة، تسللت دموع الفقدان وسط فرح اللقاء، فكم كانت اللحظة مرهفة

وكأن الزهور تتنهد لمجئ الزائرين الجدد.

 

حين اجتازوا أروقة الجنة وغادروا حدودها الآمنة، أصبحت الأشياء المألوفة في عالمهما الجديد ترقص لهما بفرح وانبهار

الطيور تعزف ألحان الحب في سماء اللون الوردي، وأشجار الفاكهة تنثر ثمارها كأنها هدايا من الطبيعة العاشقة.

 

في اللحظة التي اجتمعا فيها وجهاً لوجه، كانت حواء بجمالها المُميّز كالقمر الساطع في ليلة هادئة

وكأن النجوم قد انحنت لتشاهد زفاف حب جديد

آدم لم يملك إلا أن ينظر إلى عيون حواء ويجد فيها كل الأسرار والأحلام

وكانت لحظة اللمسة الأولى كفيلة بمحو ذكرى الفقدان وملء قلوبهما بالشغف والحياة.

 

هكذا، بين زهور الحديقة وتحت سماء العشق، انطلقوا في رحلة الحياة معًا

حاملين معهما لحن الحب ورائحة الزهور، حيث تتداخل الأحاسيس بين الفقدان والانتعاش

وتتجلى الرومانسية في كل زاوية من طريقهما، كالرواية الجميلة التي يكتبها القدر في كل لحظة.

Leave A Reply

Your email address will not be published.