بين الحب والخوف في الإيمان

بين الحب والخوف في الإيمان

إذا لم يكن هناك جنة و نار، أكان الله يستحق منا العبادة؟

بقلم/محمد أحمد محمود

 

سؤال يعكس تأملاً عميقاً في مفهوم العبادة ومبادئ الإيمان

للإجابة على هذا السؤال، يجب أن نبحث في أسس العبادة والإيمان في الأديان، لا سيما في الإسلام

لفهم امكانية أن يتأثر مفهوم العبادة بوجود العقاب من عدمه

العبادة من منطلق الحب  تعبير عن الحب والتقدير لله خالق الكون، مانح الحياة و الوجود

 العبادة وقتها تنبع من إدراك عظمة الله وجلاله، ومن التقدير العميق لهذه النعم

الله موصوف بالرحمن الرحيم، يُشجِّعنا على العبادة من خلال الحب والرحمة أكثر من التركيز فقط على العقاب

المؤمنين يُحفَّزون على السعي لرضا الله من خلال أعمال صالحة وتصرفات طيبة، استجابةً لحب الله ورحمته

العبادة يمكن وقتها أن تُفهم على أنها أمر نبيل في حد ذاته، لأن الله هو خالق كل شيء ومصدر النعم.

 العبادة في جوهرها تعبير عن الاحترام والتقدير لله، بغض النظر عن وجود العقاب.

رحلة روحية تهدف إلى التطهير والتقرب من الله

وجود النار أو عدمه لا يقلل من قيمة العبادة كممارسة لتحقيق الانتماء لرب رحيم جميل

 

فالعقاب جزء من نظام العدالة الإلهية، لكن العبادة تتجاوز مجرد الخوف من العقاب

الرحمة والتوبة والغفران من صفات الله التي تشجع المؤمنين على العبادة بشغف وإخلاص

دون أن تقتصر العبادة على تجنب العقاب فقط

 

يقول رب العرش في سورة التوبة الاّية 24

قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا

أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ 

 

و عن أنس: أن رسول الله ﷺ قال:

لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين

اللهم اني اشهدك باني احبك

واحب من يحبك

واحب رسولك

و أحب من يحب رسولك

فاجعل اللهم حبي هذا سببا تغفر به ذنوبي

وتنقني منها لتدخلني الجنه من غير حساب

ولا سابقه عذاب