بعد كل هذه الدماء؛ هل يمكن أن نشعر بالأمل؟

بعد كل هذه الدماء؛ هل يمكن أن نشعر بالأمل؟

0

بعد كل هذه الدماء؛ هل يمكن أن نشعر بالأمل؟

بقلم/محمد أحمد محمود

 

لقد شهد العالم على مرّ التاريخ العديد من الحروب والنزاعات الدامية التي خلّفت وراءها ملايين الضحايا والجرحى والمشردين

ففي القرن العشرين وحده شهدنا حربين عالميتين هزّتا البشرية وغيّرتا مجرى التاريخ

كما عايشنا العديد من الحروب الأهلية والإبادات الجماعية التي لا تزال آثارها باقية حتى اليوم.

 

سيول جارفة من الدماء غمرت البشرية بأسرها. تارة تأتي موجة حمراء ثائرة تجرف معها ملايين الأرواح كإعصار هوجاء

واخرى تأتي كسيل هادر ينهمر ببطء مخلفاً وراءه أنهاراً من الدموع والآهات

 

وبالرغم من كل هذا الدمار، إلا أنّ الإنسانية ظلّت تتمسك بجذوة الأمل

فالأمل هو ما يجعلنا نواصل السير قُدماً نحو مستقبل أفضل

والتفاؤل هو الذي يدفعنا لإصلاح ما أفسدته الحروب، وبناء مجتمعات أكثر عدلاً وسلاماً.

 

أحياناُ أسأل نفسي:

هل سيأتي يوم نرى فيه الورود تتفتح فوق أشلاء الموتى؟

هل ستنبثق يوماً قوس قزح بألوانها البراقة بعد هذا الطوفان الأليم من الدموع والدماء؟

 ربما يبدو لك و للبعض الأمر مستحيلاً..

لكنه ليس كذلك!!!

 

فمهما قست الظروف، لا ينبغي أن نفقد الأمل في غدٍ أكثر إشراقاً

فالشمس تشرق كل يوم من جديد بعد أن تغيب، كذلك البشرية تستعيد نشاطها وحيويتها بعد أحلك الظروف.

 

و كما تخرج الفراشات من الشرانق؛ كذلك تستطيع الإنسانية أن تتجدد وتنبعث من رمادها

قادرة هي على النهوض من جديد بعد كل محنة

 

فالحياة أقوى من الموت، والخير أعظم من الشر

ومهما طال ظلام الليل فستشرق شمس النهار مجدداً

فقط علينا أن نتعلم من أخطاء الماضي ونبني مستقبلاً أكثر سلامًا وعدلاً وتسامحًا.

 

أسمع من يقول الاّن:

أنت حالم؛ فالأمر يبدو مستحيل!!

و أنا أقول:

  ما من شيء يستحيل على الإرادة الإنسانية إذا توحدت وسعت نحو الخير

فلنتفاءل ولنؤمن بقدرة الإنسان على النهوض من كبواته وبناء مجتمع أفضل.

 

إن التفاؤل ليس وهمًا، بل هو إيمان راسخ بأن نور الخير سينتصر على ظلام الشر

وأن مستقبلًا أكثر إشراقًا ينتظرنا بعد هذه الليل الحالك

فلنكن جميعًا سفراء الأمل والتسامح، لعلنا نشهد فجرًا جديدًا يلوح في الأفق.

 

إنّ التاريخ يثبت لنا أن البشرية قادرة على النهوض من رمادها وتجاوز أسوأ الأوقات

فبعد الحرب العالمية الثانية على سبيل المثال، شهدنا نهضة حضارية واقتصادية كبيرة

 

لذا، يجب ألا نيأس أو نفقد الأمل. بل يجب أن ننهض من جديد كطائر الفينيق الذي يعود من رماده

و كما قال الشاعر العربي أبو العلاء المعري:

إذا ما ضاقت فلا تقنط فالفرج قريب“.

 

فلنتحد جميعاً، ولنعمل من أجل مستقبل أفضل يسوده السلام وتعمه العدالة والمساواة

ليس الأمر مستحيلاً، فالإرادة الإنسانية قادرة على تحقيق ما يبدو مستحيلاً إذا توحدت وسعت نحو الخير

الأمل هو الذي يخلّد الإنسان.

Leave A Reply

Your email address will not be published.