الفاتورة      بقلم/صافيناز جمال

الفاتورة      بقلم/صافيناز جمال

0
الفاتورة      بقلم/صافيناز جمال

 

لا شيء في هذا العالم مجاني..
لا شيء. فكرة الاختيار في حد ذاتها سلعة يُدفع لها فاتورة حتى وإن أخترت اللاشيء!
رغم أنه ليس بالضرورة أن تتناسب قيمة الفاتورة بمعيار ثابت مع قيمة السلعة أو ثبات هذا اللا ثابت من شخص لآخر
وهذه فاتورة أخري ندفعها جميعنا لمجرد أننا كائنات مشوبة بالأختيار ..
الحديث عن الفاتورة مرهق. لكن لا ننكر ماله من جانب منصف و مُطمئن.. فحينما تعرف أن لا شيء مجاني فسوف لن تأسف علي ضحكة فاتتك واستقرت في ملامح أخر في صورة مرت أمامك وأنت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي مثلا كونك لا تعرف كواليس هذه الضحكة أو ما تلاها من فواتير .. هي مستقرة في الصورة فقط لأنها صورة..
وربما كانت هذه هي أحد أعظم مزايا التصوير أنه أداة لتجميد ما نريد ضحكة.. نضرة شباب.. أوقات سعيدة.. لنجترها وقت الحاجة حينما لا نجد مانقدمه كفاتورة لجلب الجديد..
واتعجب كثيرا من أولائك الذين يظنون أنهم وحدهم هم دافعي الضرائب في هذه الحياة فيضعون حول أفراحهم سياجا من الكتمان أو يفرجوا عنها في مقابل وضع نشرة جانبية مفصلة بكل مادفعوه من ضرائب إتقاء لشرور العين التي تنسي أن كلنا دافعي ضرائب.
أري في هذا النسيان سخف وفي إتقائه علي هذا النحو سخف أكبر فليس من الذوق أن أدعوك علي الغداء ثم أشرح لك وأنت تتناوله مابذلته من جهد في توفير ثمنه في ظل غلاء الأسعار ثم مقدار ماعنيته في طهيه وأنا لست بصحة جيدة يفترض أنك تمتن لما أشاركه معك أياً كانت كواليسه ويفترض أن أحسن المشاركة معك..
إذ كان هذا هو الحال في مشاركة وجبة فالأولى أن نحسن المشاركة في ماهو أهم مشاعرنا.. ضحكاتنا.. أنسانيتنا
Leave A Reply

Your email address will not be published.