“العباءة المُهترئة” د. عزّة النوبي.بقلم:مريم توركان

0

العباءة المُهترئة” د. عزّة النوبي.

بقلم:مريم توركان

القصّة القصيرة هي فن التعقيد؛ فرُغم قِصرِ حَجمها إلَّا أنَّها فريدةً في شروطِ كِتابتها،

وليستْ بسهولةِ الرواية، فإنْ صادفتكَ قصّة قصيرة موفورة الشروط، مُتقنة الكِتابة،

وأخيرًا مُحكَمة الحَبكة فأعلم أنَّ كاتِبها مُتمّكنٍ من هذا النوع الأدبي الهام.

(العباءة المُهترئة) كِتابٌ يحوي بداخلهِ مجموعة قصصية اِمتازتْ بطابعِ الواقعية

مُضافًا إليها بعض الرتوش لإحسانِ الحَبكة وتعزيز الفِكرة.

 

لمحتُ عنوانها مع نُبذةٍ في إحدى المواقع فأبيتُ إلَّا أنْ أعرفَ ما وراء العباءة المُهترئة،

وبفضلِ رَبّي سبحانهُ وتعالى قد كان، فقرأتها وأشبعتُ عقلي وغذّيتُ فِكري بمُفرداتها المُتنوعة،

ولُغتها الجزلة وكذا سلاسةِ أسلوبها.

لا أُنكرُ أنَّ بعضَ الحُزنِ قد ألَّمَ بقلبي حينَ شرعتُ في قرأتها؛ حيثُ الجُرأة في إيصالِ ما نحياهُ واقعيًا مِن دَمعاتٍ وضحكات.

أخذتني الكاتبة بصِدق حدسها واِحساسها إلى داخلِ الصفحات، فعانيتُ كما لو كُنتُ بطلة من أبطالِ التسعِ قصص، فتارةً أبكي وجعًا وتارةً أُخرى أبكي فرحًا، وهذا قلّما يَحدُثُ مع كِتابٍ أقرأه.

ما أثلج صدري هو ما فعلتهُ الكاتبة من سَطرها لكلماتٍ حُبلى بالأملِ والتفاؤلِ كَلفتةٍ لطيفةٍ منها بعد اِنتهاء القصّة.
بدأت الكاتبة القصّة الأولى بعُقدةٍ مُحكَمة، وتوالتْ الأحداث حتّى يُظنّ أنَّهُ لا حلَّ لها، لكنَّها حُلّتْ بالنهاية حينما الصدق والصّبر على الغطرسةِ والزَيف، وجَمَعَ اللَّهُ الحبيبان ببيتٍ واحدٍ بعدَ زَمنٍ من المُعاناة.

بعدها تابعتْ الكاتبة سرد ما تعجّ بهِ الحياة الواقعية، وناقشتْ بعض القضايا الهامّة، كَالتنَّمُرِ وحرمانِ الإناثِ من حقّهنَّ في التعليمِ ممّا يؤدي لمشاكلٍ نفسية للمهضومِ حقّها، ومِن ثَمَّ تفاقم الأمر بمرورِ الوقت.

تسعةٌ من القصص قدّمتها الكاتبة كَوجبةٍ عقلية دَسِمة، يُمكنُ للقارئ اِلتهامها وقرأتها في جِلسةٍ واحدة، بل ولن تكونَ هذهِ هي آخر مرّة لقرأتها؛ فمَن يقرأها سيُعاودُ الكَرّة مُجدّدًا دونَ كَللٍ أو مَلل.

وَددتُ لو أنَّي أتحدّثُ عن جميعها لكنَّ الوقتَ لا يسعني وحتّى لا أُطيلَ عليكم.
العباءة المُهترئة مجموعة قصصية أحببتُها رُغم أخذي على الكاتبة قِلّة عددها.

هُناكَ بعض القصص التي عَلقتْ بذاكرتي، وأُخرى عَلقتْ بقلبي، وفي المُجمَلِ ستظلّ هذهِ المجموعة مُميّزةٌ بالنسبةِ لي كَمريم، وسيظلّ يوم اِقتنائي لها ذِكرى عَطِرة من ذكريات مريم.

Leave A Reply

Your email address will not be published.