الجزء الثالث من قصة” أمنية”  بقلم /  مرام جبري

0

الجزء الثالث من قصة” أمنية”  بقلم /  مرام جبري

 

طلب منها بأن لا يمكثا كثيرا في الشارع بتعلّة أن المكام غير مناسب لتبادل أطراف الحديث.

لم تنبس ببنت شفة وتبعته إلى أن وصلا إلى منزل مهجور في ضواحي العاصمة، خافت أمنية كثيرا في البداية حتّى أنّ دقّات قلبها تكاد تسمع، ترجّته بأن لا يدفعها غصبا عنها إلى تلك الحفرة، أخبرته بخوفها الشديد من الأماكن المهجورة، لكن هيهات لقد أغلق فمها بمنديل وأدخلها غصبا عنها، حاولت طلب النجدة من أحدهم لكن من سيركض لنجدتها في مكان بعيد جدّا عن المدينة.

رمى بها في غرفة مظلمة، مزّق ثيابها، تعالى صراخها، كلّما كان يقترب منها كانت تذرف بحرا من الدّموع، كان يتلذّذ في تعذيبها وكان ينتشي بمجرّد رأيتها تتألّم وتسبح في بحر من الدم.

ملأت ضحكاته المكان، ضحكات ظنّ أنّها لحظات إنتصار على أنثى لا حيلة لها ولا قوّة. لحظتها خانها صوتها عندما وجدت نفسها ضحيّة إغتصاب وحشي من قبل من سمّته حبيبا يوما ما.

كانت تلك اللّيلة، ليلة طويلة جدا، ليلة تميّزت رائحتها برائحة الموت، برائحة الإغتصاب، برائحة الدّنس. لم تستطع أن تدافع عن نفسها فغمست رأسها بين أرجلها متمنّية أن يكون كلّ هذا حلما لا حقيقة.

بقي صوته يعاد في أذنها لساعات طويلة حين إقترب منها وقال:” أنت في نظري من البداية محطّة عبور لتلبية شهواتي ورغباتي لا أكثر.”

أصابها إكتئاب حاد، دخنت كثيرا حتى قربت علبة السّجائر على الإنتهاء ثم رجعت إلى المنزل وهي تكرّ ذيل الخيبة. لم تأكل ولم تشرب لأيام

Leave A Reply

Your email address will not be published.