التدبر ” كتب / إميل لبيب

0

التدبر ” كتب / إميل لبيب

 

ـ يتميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية بالتفكير والتدبر

ـ طيب ما النحل والنمل بيفكروا ويتدبروا ما احنا اتعلمنا فى المدرسة ان بعض الكائنات بتخزن طعامها لوقت الشتاء، والطيور بتهاجر فى موسم البرد للبلاد الاكثر دفئاً، تدبير ده والا مش تدبير؟

ـ من الممكن اعتباره نوع من التدبير، لكن هل هو بناء على تفكير وتخطيط وتطوير ولا بناء على غريزة حب البقاء والحفاظ على النوع والإنتقاء الطبيعى للسلالات الأكثر كفاءه على الاستمرار فى الحياة، فنجد ان النوعيات الأضعف بتضمحل وتنقرض، بغض النظر عن مقدار قوتها وحجم اجسامها، زى الديناصورات اللى انقرضت بسبب قله قدرتها على التكيف من التغيرات الجوية، فى حين ظلت الناموسه والصرصار نتيجة مرونة تعاملها مع التغيرات المناخية.

ـ على هذا فالموضوع ليس له علاقة بالحجم ولا بالقوة

ـ تمام.. الفكرة الأساسية بتتمحور حول مرونة التكيف مع المتغيرات المحيطة بالكائن الحى

ولو كلامنا عن الإنسان وقدرته على التكيف نقدر نقول فى القدرة دى كتير

ونلخص قدرته هذه فى كلمة ” التدبير ” وفى قولاً آخر” التخطيط “

المقصود هو امتلاك رؤية او تصور مستقبلى للمستجدات التى يمكن ان تحدث مستقبلاً بناء على الوقائع الحالية مستفيداً بالخبرات الماضية

وهذا يعنى ان من لا يدرك ولا يعى الواقع الحالى لن يمتلك القدرة على توقع القادم

ومن لم يتعلم من الماضى وتداعياته وتباعاته فى اغلب الظن سيكرر الاخطاء وسقطاته السابقه

فى هذه الحاله سوف يشبه الديناصورات مصيرة هو الانقراض مهما كان حجمه وقدراته

التدبير موهبة فطرية لدى البعض

لكنها ايضاً مهارة يمكن اكتسابها

وسواء كانت فطرية او مكتسبة 

صاحبها يحتاج ان يطورها وينميها من خلال التعلم والممارسة

التعلم من خلال خبرات الغير لتساهم فى توسيع مجال الرؤية بالاطلاع على وجهات النظر الأخرى 

والممارسة لإمتلاك الخبرات الشخصية والحس المهنى بالاحتكاك والشغل العملى

فالتدبير والتخطيط دون عمل يصبح مثل من يشترى كتاب ويضعه فى المكتبه دون قراءته او حتى تصفحه

Leave A Reply

Your email address will not be published.