التاريخ و التكنولوجيا .. بقلم محمد الجاعوص
إن نظرة إلى العالم حولنا توضح أن دول الحضارات القديمة ليست هى بالضرورة الأعلى ازدهارًا أو الأكثر تقدمًا بل إن بعضها يعانى الترهل والشيخوخة والجمود ذلك أن الشعوب تتباهى بحضاراتها و تاريخها فقط دون وجود حاضر مشرف أو مستقبل يظهر أنه سوف يكون جيد
ان التكنولوجيا أمرًا ضروريًا فإذا اقترن التاريخ العريق بالتقدم التكنولوجى مثلما هو الأمر بالنسبة لدولة مثل الصين فإننا نكون أمام نموذج جيد وحضارة عريقة وتقدما كاسحا أما إذا أخذنا النموذج الأمريكى على سبيل المثال فسوف نجد أنه يقدم أرقى تكنولوجيا معاصرة ولكن أقدم شئ لديه لا يزيد على خمسمائة عام بينما الحضارات النهرية الكبرى فى الصين وبابل ومصر الفرعونية والهند القديمة تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ السحيق لآلاف السنين …
أن هناك تفرقة بين حضارة النهر وحضارة الصحراء ولعل هذا يفسر إلى حد كبير الفوارق بين مجتمعات البادية ومجتمعات الحضر حتى داخل الدولة الواحدة وسوف نجد أن العراقة الحضارية يمكن أن ترتبط بأكثر المجتمعات بساطة بل وبدائية بينما يمكن زرع التكنولوجيا فى أحدث المجتمعات نشوءًا وأقلها عمرًا بسرعه اكبر .. إنها رؤية متداخلة لا يمكن الجزم بها أو القطع فيها ولكنها تمثل استقراءً شاملًا لحضارات الأمم وثقافات الشعوب …
لا شك أن البحث العلمى قد لعب فى العقود الأخيرة دورًا هائلًا فى تجسير الفجوة بين العمق الحضارى والتقدم التكنولوجى وأجرى مصالحة بينهما لا تفيد الان الجميع يسعي الي مستقبل أفضل والتاريخ للتاريخ لم نعد تقاس به الدول ولكن بما تملك من مصانع وشركات و مساحه زراعيه و التكنولوجيا المتجددة هذا عصر العلم والحداثه فيجب أن نسعي الي الامام وكفى نظر إلي الماضى …
إن أبسط تعريف للتكنولوجيا هو أنها توظيف العلم فى خدمة الصناعة بينما يبدو على الجانب الآخر أبسط تعريف للحضارة أنها نسق ثقافى وبناء فكرى يرتبطان بعنصرى الزمان والمكان لذلك فإنه ليس كل تقدم تكنولوجى هو تعبير حضارى ولا أى نسق ثقافى متميز هو صدى لتكنولوجيا معينة الأمر متروك الي القوة التي تحظي بها الدوله بين عيون العالم أنها تملك قوت يومها أم أنه عاله علي البشريه وهنا نظرة وتأمل الي حال المجتمع العربي متى نعلم أننا دوله و أمه واحدة و قريه واحدة متي نفهم أننا بالوحدة اقوى وأعظم متي نكون كما ينبغي متي …
