إبراهيم.. مسعف كي لا ننسى حنان الشيمي

0

إبراهيم.. مسعف كي لا ننسى

حنان الشيمي

اعتدت مشاهد الدماء والجروح والإصابات..

اعتدت رؤية الدمار والاشتباكات وطلقات الرصاص التي تمر بمحاذاة أذني..

كل مرة كنت أنجو بأعجوبة

حتى المرات التي مُنعت فيها من الدخول في حدود القذف والرشقات

كنت أصر على حمل الجريح مهما كلفني الأمر.

 

كمسعف هذا دوري وقد عاهدت الله ألا أترك مصابا أو أصم أذني عن أنين جريح.

هذه المرة كانت مختلفة فقد كانت القوات تمنع تماما تواجد أي شخص،

بل قامت بترهيب عربات الإسعاف فعادت أدراجها.

لكني بقيت أحاول الوصول للشاب على الجهة الأخرى من الرصيف

أفلتُّ من ضرباتهم فلم يتمكنوا مني وعندما وصلتُ للشاب اكتشفت أن رصاصهم اخترق قدمي..

جررت نفسي جرا وأمسكت بجسده الذي كان ينتفض منذ قليل فلم أجد به أي نبض.

استشـــ8ـــد الفتى الذي لم يتجاوز العشرين وكان الرصاص يتطاير حولي بجنون

كانوا يحاولون ارهابي حتى لا أحمل جسده من وسط الاشتباكات.

تنكيل بالأحياء والأموات
هاهي رصاصة أخرى تنضم لصاحباتها في ساقي

لم أستطع حمله لكني وبدون تفكير حملت بندقيته الملقاة بجواره

وزحفت للوراء منضما إلى بقية الشباب
فما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة.

إبراهيم …مسعف في….الضفة المحـــ تـلة 2023

Leave A Reply

Your email address will not be published.