أيا بُنيتي! بقلم:هَاجَر مُصْطَفَىٰ إِسْمَاعِيل

0

 

أيا بُنيتي!

بقلم: هَاجَر مُصْطَفَىٰ إِسْمَاعِيل

أيا بُنيتي!
إني أُعيذك بالله أن تتزوجي ليُقال تزوجت، أو أن تتسرعي في اقترانك برجلٍ لهاجس جريان العمر وكثرة حديث الخلق، أو أن تعتنقي فكِر فوت القِطار وضياع الفُرص.

وإني لأنصحكِ بالتأني كل التأني، لا تُقدمي على تلك الخطوة إلا حينما يملأ قلبك اليقين به، والرضا بحاله، وتسكن الطمأنينة روحك تجاهه.

ولا تكن عقدة أمرك إلا برجلٍ تقصيت اقتضاء خلقه دينه، وفعله قوله، وعلمه عمله، وحسن خط سيره -تأسيًا بالحبيب ﷺ-، ذلك الذي يعي تمام الوعي مقتضى قوامته التي فرده الله عنكِ بها، كونه لكِ سيدًا يقومُكِ؛ ليصلحكِ لا ليكسركِ.

وإني أخشى ما أخشاه عليك في هوجة تسرعٍ وغمرة تأهب، أن تقعي في براثن من لا يحسن معنى:
{وجعلنا بينكم مودة ورحمة}، {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن}.

ذلك الذي يظن الغضب والشدة في غير بأس وعلو الصوت وبذاءة الخلق من الرجولة في شيء، أو من لا يُحسن إدارة دفة الوفاق بينك وبين أهله؛ فيبخسك حقك في كل موضع، ويزهق روحك في كل محفل أو من يكون لكِ في دينكِ ونفسكِ فتنة.

أيا بُنيتي!
قد ورد عن أسماء -رضي الله عنها- قولها لبنيها:
«يا بُني؛ إن النكاح رق، فلينظر أحدكم من يرق كريمته».

وجاء عن حبيبنا رسول الله ﷺ قوله:
«استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن عوان عندكم»

ومن هنا منطلق نصيحتي لكِ؛ فالمرأة أسيرة عند زوجها، تأتمر بأمره وتنتهي بنهيه، وترتحل معه أينما ارتحل، وتُحسن إليه ويحسن إليها، وهنا دعوة لتكريمها لا لتحقيرها كما يخال مريضي الفِطرة.

فانظري في أمرك هذا أعقله، وفي حالك أقومه؛ وإن لم تجدي فيه إلى ذلك السواء سبيلًا فبقاؤك في بيت أبيكِ أكرم لكِ.

إياك والعجلة؛ واضربي بكلام الناس عرض الحائط، وإن فات القِطار فليفت؛ لئلا تأتين من بعدٍ تعضين أناملك ندمًا وتزرفين أدمعكِ أسفًا وتظلين ترددين هنا وهناك:«لم يكن هذا أبدًا من ارتضيته لعيالي أبًا»، وحينها لن يحمل عنك ما تجدين من تكلموا ولا من عَرضوا، ولن تحصلي منهم إلا على نظرات الشفقة والتعوذ من حالك أن يكون لحالهم منقلبًا.

وإني لا أجد لهذا المآل ضمانًا إلا الصبر، فالدعاء، فالاستخارة، فالتوكل، وحاشاه ربك أن تُسلميه قياد أمرك فيضيعكِ أو يترككِ سُدى، وكل أمره الماضي فينا خير.

Leave A Reply

Your email address will not be published.