أهمية الوقت في حياتنا .. بقلم الطالب: عبدالقادر خالد عبدالقادر التومي

0

أهمية الوقت في حياتنا .. بقلم الطالب: عبدالقادر خالد عبدالقادر التومي

 

أولاً: تعريف الوقت ..

الوقت هو مقدار محدود من الزمن، وفي معتقدات أخرى هو الحد الواقع بين أمرين أحدهما معلوم سابق، والآخر معلوم به لاحق. والميقات هو الوقت الُمعين للقيام بأمر ما، وفي الحقيقة أن الوقت نعمة من الله تعالى، وهو أغلى ما يملكه الإنسان في حياته؛ فالوقت إذا ضاع لا يُمكن استرجاعه أو تعويضه بأي شيء آخر، لذلك؛ يجب على الإنسان أن يحافظ على الوقت ويستغله فيما ينفعه في الدنيا والآخرة.

ثانيًا: إدارة الوقت ..

هي مهارة تتطلب من الإنسان التخطيط والتنظيم والترتيب لمهامه وأنشطته بحسب أولوياته وأهدافه، لأن إدارة الوقت تساعد الإنسان على تحقيق الكثير من الفوائد، ومنها:

1. الإنجاز والنجاح: فعندما يستغل الإنسان وقته في العمل الشاق والمثابرة والتعلم والتطوير، ويحقق إنجازات كبيرة في حياته الشخصية والمهنية والاجتماعية، ويصل إلى مستويات عالية من النجاح والتميز.

2. السعادة والرضا: فعندما يشعر الإنسان بأنه قد استفاد من وقته فيما يحبه ويهمه، وأنه قد أدى واجباته وحقوقه، وأنه قد ساهم في خدمة نفسه وأسرته ومجتمعه، ويشعر بالسعادة والرضا والهناء، وينعم بالطمأنينة والسكينة.

3. الصحة والعافية: فعندما يُنظم الإنسان وقته بشكل صحيح، ويحافظ على صحته البدنية والنفسية والروحية، فهو يخصص وقتًا للنوم والراحة والاسترخاء، ووقتًا للغذاء والشراب والتغذية السليمة، ووقتًا للرياضة والحركة والنشاط، ووقتًا للعبادة والذكر والدعاء.

4. تحديد الأهداف والأولويات: الإنسان يجب أن يحدد أهدافه الكبيرة والصغيرة، وأن يرتبها حسب الأهمية والعاجلة، وأن يضع خطة وجدول زمني لتنفيذها.

5. التركيز والانتباه: الإنسان يجب أن يركز على المهمة التي يقوم بها، وأن يتجنب الانقطاعات والمشتتات، وأن يحاول إنجازها في أسرع وقت وأفضل جودة.

6. التنويع والتغيير: الإنسان يجب أن ينوع في أنشطته ومهامه، وأن يغير من مزاجه، وأن يجد الوقت للترفيه والمرح والابتسام.

7. الاستشارة والتعلم: الإنسان يجب أن يستشير الآخرين فيما يحتاج إليه، وأن يتعلم من تجاربهم ونصائحهم، وأن يستفيد من المصادر والمراجع المتاحة والموثوقة.

ثالثًا: أهمية الوقت في بناء العلاقات الاجتماعية ..

للوقت يكون دورًا حاسمًا في بناء العلاقات الاجتماعية عندما تُخصص وقتًا للعائلة والأصدقاء تُعزز الترابط الاجتماعي وتبني علاقات قوية ودائمة، أما الوقت المخصص للآخرين يُعزز الشعور بالانتماء ويقوي الترابط الإنساني.

كما تُعتبر العلاقات الاجتماعيّة ارتباطًا بين أفراد المجتمع، وذلك بهدف التفاعل مع بعضهم باستمرار، ومن الجدير بالذكر أن لهذه العلاقات أهمية بالغة تكمن في الأمور الآتية:

1. بناء روابط حسنة .. تبني العلاقات الاجتماعيّة روابط حسنة بين الأفراد، إذ تُساعد في قيام المجتمع، وتحقيق الثقة بين مختلف أطيافه، كما تُعزز من فكرة التعاون وتلبية الاحتياجات بطريقة أسرع.

2. تحسين نوعية الحياة .. تُساعد العلاقات الاجتماعيّة على دعم تكوين شخصية الفرد بشكل كبير، كما تعمل على تغيير تصورات واعتقادات ومفاهيم الفرد حول الحياة، كما تُنمي في داخله شعور الانتماء والإخلاص، والتي بدورها تُطيل الحياة بسبب السعادة التي تبثها فيها.

3. تعزيز الصحة وتقليل الضغط والتوتر .. تُساعد العلاقات الاجتماعية الصحية في تشكيل الدعم النفسي والعاطفي حول الفرد، مِما يُقلل من إفراز هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر والضغط، وهذا بدوره يُشعر الشخص بالارتياح، والهدوء، والطمأنينة، كما يبدو أقل تأثر في الضغوط النفسية، وذلك لأن العلاقات الاجتماعية الناجحة تُعد مكانًا لمشاركة الآخرين الذين يثق بهم الشخص الهموم والضغوط، فيُخفف عن نفسه.

4. القدرة على تحقيق الأهداف .. تُساعد العلاقات الاجتماعية السليمة مع الآخرين على تعزيز ثقة الفرد بنفسه، وبالأهداف التي يسعى لتحقيقها على مر الوقت، إذ أنها توفر نوعًا من الرفاهية، والراحة التي تؤثر بدورها على قدرة الشخص في الإنتاج والسعي لتحقيق ما تصبو إليه نفسه، وترك أثر واضح وهادف في حياته.

5. التخلص من الشعور بالوحدة .. تُساعد العلاقات الاجتماعية في تعزيز قدرة الفرد على الاندماج في المجتمع، والتفاعل مع الآخرين، والتعلم منهم، مِما يُقلل من شعور الوحدة والانعزال لديه، وهذا يتمثل مثلًا في وجود أخ أو صديق صدوق مُقرب يُشاركه الفرد تفاصيل حياته ويُساعده في تجاوز محنه وتحدياته الصعبة.

6. التعرف على الذات وبناء الخبرات .. تُعزز العلاقات الاجتماعية من تعرّف الفرد على ذاته، واكتشاف مواهبه ومهاراته المتنوعة، متأثرًا بالآخرين، كما تُساعده على التعلم مِمن حوله، وبناء معرفة جديدة ومتطورة، بالإضافة إلى بناء خبرات قيمة وجديدة من تجارب الغير، والتي بدورها تُساعده لاحقًا في مواجهة تحديات مثيلة قد تواجهه في حياته.

7. خوض مغامرات جديدة وتخطي المخاوف .. تُنمي العلاقات الاجتماعية السليمة مع الآخرين قُدرة الفرد على خوض مغامرات جديدة في حياته، وذلك لِما يتركه أثر التحفيز من الأفراد المحيطين به على ذلك، إذ يُساعد هذا في تخطي المخاوف، وخوض تحديات جديدة تجعل منه فردًا ناضجًا وقادرًا على مواجهة صعوبات الحياة.

8. تطوير الذات .. نجد أن استغلال الوقت بشكل صحيح يُسهم في القريب أو يُساهم في البعيد في تطوير الذات، فيمكنك تخصيص وقت لتعلم مهارات جديدة كقراءة الكتب، وممارسة الرياضة، وغيرها من الأنشطة التي تُساهم في تحسين جودة الحياة وتطوير الشخصية.

رابعًا: نصائح لإدارة الوقت ..

1. تحديد الأهداف: قبل أن تبدأ في تنظيم وقتك حدد الأهداف التي تريد تحقيقها، وهنا يجب تحديد الأولويات وترتيب المهام أولاً.

2. استعمال الجداول: الجداول والتقويمات تُساعدك في تنظيم الوقتك بشكل جيد يمكنك تخصيص وقت محدد لتخصيص وقت لكل هدف تريد تحقيقه، ويجب الالتزام بالجداول.

3. الراحة والاسترخاء: لا تنسى تخصيص وقت للراحة والاسترخاء، فالعمل المستمر دون فترات راحة يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق والتعب وحتى المرض.

خامسًا: الخاتمة ..

الوقت هو أحد أهم الموارد في حياة الإنسان، بل ربما هو الأهم على الاطلاق، وإن إدراك قيمة الوقت واستغلاله بشكل جيد يمكن أن يكون له تأثير كبير على جميع جوانب الحياة سواءً الشخصية أو العملية.

ويمكن أن أقول أن إدارة الوقت بشكل الصحيح هو مفتاح النجاح في الحياة، والوقت هو الأمر الوحيد الذي يمتلكه جميع البشر، وهو نعمة من الله، وهو أغلى ما يملكه الإنسان.

الوقت في عمر الإنسان يُعتبره موسم الزرع في الدنيا والحصاد في الاخرة، والتنظيم الجيد للوقت يزيد انجازات الشخص للأعماله؛ فالوقت مورد ثمين يجب استغلاله بحكمة من خلال تنظيم الوقت بشكل جيد، ولنتمكن من تحقيق الأهداف وتطوير الذات وبناء علاقات اجتماعية في حياتنا تذكر أن الوقت الذي يمر لا يعود، لذا أجعل كل لحظة تمر فيها منفعة لك ولجسدك ولعائلتك ومجتمعك.

Leave A Reply

Your email address will not be published.