أطفال حي الأمل / بقلم سهى الذيب

أطفال حي الأمل / بقلم سهى الذيب

0

أطفال حي الأمل / بقلم سهى الذيب

 

كُنتُ جالسة على شُرفة المنزل أتأمل المساء و نُجُومه

أرى فيه أملا

عينايا يلمعان

أبتسم لوحدي

!شعور غريب

هل هناك سعادة متأتية في طريق

شعور الأمل هذا يزداد

 

فجأةً سمعتُ صوت أطفال صغار يلعبون في الحي

هو حي غريب الأطوار

ننهضُ أهله أحيانا في ساعة متأخرة من الليل على أصوات من الهلع و الصراخ

ترى فيه الأضواء قليلة هي المرات التي تكونَ فيه مُنيرة و الأكثر لا

يعمُ الضلام على المكان ولكن رغم ذلك دائما هناك حركية . و أصوات سكان الحي تعلوا بطريقة لا متناهية

كُنتُ أترقبهم من فوق الشرفة رأيت مشهدا حقيقيا يحذف صوار الهصر و الجزع .مازال صوت الضحك يعلوا في الحي

كانوا يجلسون جوار ديارهم الصغيرة يتناولون أطراف الحديث

يُمازحون بعضهم البعض

 

في كل موضع يوجد رجل كبير يعمل على سرد حكايات من الماضي الجميل و مع كل حكاية كنتُ أنصتُ إليه و أبتسم ربما أنا أيضا عدتُ الى أسعد زمن في حياتي تذكرتُ مسرحية ونوس يُلامسني شعور المتعة عندما أتذكر أجواء تلك المسرحية و أقر بأن ونوس قد أفلح في نقل أجواء الضحك و بساطة الحياة

إزداد تأملي بسماء و هذه المرة لمعت عينايا برؤية القمر كان لونه ساطع ينيرُ ظلام الليل يسهر معه كل الأحبة . يتأنسون بيه كل من الأطفال الصغار تقريبا هم و القمر أجمل شئ حصل في هذه الليلة

ربما تتساءلون؟ ماهو شئ

أقرُ يا أحبتي بأن هؤلاء الأطفال هم البلسم لكل الجروح

وهم أكبر نصر لفلسطين

 

عندما كنت غارقة في لون سماء ليلا سمعتُ أصوات تنادي بالحب و و تنبض بأغاني الفخر و العزة

تحت شرفة المنزل أين إعتدتُ الجلوس يوجد عدد كبير من أطفال الحي يتراوح أعمارهم بين ثمانية سنين و خمسة عشرا ربيعا كانت عادتهم كرة القدم أو الركض بطريقة هسترية تجعل سكام الحي يترقبونهم خوفاً عليهم و لكن هذه ليست كغيرها من الليالي فقد شرعوا في إنشاد أغاني بلون الكوفية

 

“levé Palestine

حينها أدركت بأن القضية مزروعة في قلوب الأطفال و أن نصر أتٍ و أن العدو الإسرائيلي رغم إرتكابه مجازر خاصة بإغتيال كل أشراف غزة فإنه لم ينجح في طمس القضية بنفوس هؤلاء الملائكة

فهو يسعى و لكن هيهات أرواحهم و نفوسهم تنبض بالعزة لغزة

فهو يعمل على القتل و الإغتصاب

وهم يقولونٓ يوما بعد يوم

في كلمات إعتدناها الى ان اصبحت عادية في نظر الأوغاد

مثل القدس عاصمة فلسطين

النصر لغزة

 

تذكرت حينها أطفال الحجارة لقد عزموا على حماية أراضيهم بأداة بسيطة إلا أنها تركت فينا أثرًا لحد هذا اليوم

إنتفاضة أمام العدو عن طريقة قد أسميها بريئة أو لطيفةمن جنود غزة الصغار يزعمون في إثبات الإنسانية و نشر بفعلهم هذا معنى الكرامة و الحرية

أما أطفال الحي الأمل فقد شرعوا في هذه الليلة تحت ضوء القمر على كتابة أسطر عديدة من الحب ينشدون أغاني لأرض أنجبت غصنًا أخضرًا رغم الحروب ينبثق منه حبات من الزيتون

فلسطين حبيبتي زيتونك لازال أخضر و أطفالك أغلبهم قد أحبتهم الموت و حُظيت بيهم الجنة فمحظوظ هو الموت لقد إنغرم بزهور صغار رائحتهم كالمسك يثبق من وجوههم نور الأبياء

 

أعود الى حي الأمل

القمر كالعادة يُنير المكان كنتُ جالسة في موضعي أنظر إليهم بتشبع أنصت الى حكاياتهم الممتعة و أغانيهم العابرة

هذه الليلة عزموا على أغنية أعطونا الطفولة

لم يشرعو في اللعب كغيرهم من الأطفال أو مهلا كالحكام فهذا الصنف إعتدَ اللعب بمشاعر الشعب الفلسطيني و بدل ثوب الكرامة و الأخوى إرتدَ ثوب الخذلان

 

فلسطين ليست مجرد رقعة جغرافية قام الإستعمار بإحتلالها و إنما هي ستر النساء وشرف الرجال و امل الصغار

فلسطين موجودة في كل زمان و مكان .هي روح البشرية و هي عنوان للإنسانية

هي أولى القبلتين و ثاني المسجدين

وهي موطن المسيح

و مُكمّل للعقائد الإسلامية

أصبح إقناع الكلاب الخوانة بأن فلسطيننا إرتجت و رحلت أمر صعب

و الأصعب عليهم هي نهايتهم المضحكة و عقليتهم الساذجة ببناء دولة لا وجود لها

 

فلسطين زمانكِ إرتفع كما فعل الله سبحانه و تعالى بمسيحه وكما سيعمل على تحريرها سيقوم زمنكِ و ينهض شعبكِ و تُسر أيامكِ

فلسطين يُوجد لديكِ عدة جرذلان و لكن في صفكِ أطفال لهم البراءة لا يعرفون الأخبار السياسية و ليست لديهم أي فكرة على ما يحصل و لكن ينظرون فيتألمون فيتأملون في مستقبل ثوري يسترجع مجدٓ غزة

وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله

 

َهؤلاء الأطفال سيكبرون سينهضونَ سيحملونَ القضية سيعشون من أجل نصركِ فقط

هؤلاء الأطفال لم يُفعلو الهشتاغ و لم يخرجو في الإنتفاضات التي كانت تُقام ببلادهم ولكن عندما ينظرون إلى السماء يأخذون نفس عميق يحرسون على إنشاد أغاني تنبثق منها براءتهم و حُبهم لأرض الزيتون

إذا نصر غزة عن طريقة أطفال حي الأمل

يجعلُنا نُقرُ بأن الله سيُهدي شعب العِزة مثقالا كبيرا من الصبر لمزيد تحمل ثغرات العدو

و سيكتب لهم مستقبلا مضيئا

ينسون من خلاله الألمًا و أحزاناً أضاقتهم لوعة الفراق الأحبة

إلا أن موعدهم سيكون الجنة

 

و بعد تلك الليلة أُحيا حي الأمل بصوت الأطفال كالعادة كانَ ضجيجهم يعلوا في كل المكان أما ركضهم وضيق أنفاسهم فقد كان مسموع

ُو لنا زمان سنرى فيه أصوات أهل غزة مسموعة و ستنقلب الأيات ليكونَ منتصر اليوم فاشل الغد

و ضعيف اليوم سيكون عزيز الغد

بإذن الله

🤍

Leave A Reply

Your email address will not be published.