أسعد الله مساء غزة

أسعد الله مساء غزة

0

أسعد الله مساء غزة
بقلم/ محمد أحمد محمود

أسعد الله مساء غزة

الشمس تبدو و كأنها ترقد وراء الأفق الغائر فوق سماء غزة العزيزة، راسمة بآخر أشعتها البرتقالية لوحة من الحزن والأسى على حطام المباني المدمرة. بين الركام، من بعيد ما تزال صور الصغار البريئة معلقة على بقايا الجدران، شاهدة على مآسي الحرب وعنفوان الإرادة.

أسعد الله مساء غزة

بعض الشموع ستُضاء في المنازل المتبقية، فلم يعد هناك كهرباء منذ شهور. ستجتمع العائلات حول الموائد لتناول العشاء البسيط من بعض الخبز والجبنة والزيتون؛ فلا أحد يدري ماذا سيأتي به الغد

أصوات الأطفال تملأ الغرفة، مؤقتاً قبل أن يلتهمها وحش الحرب المخيف. ستتراكم الذكريات بين الأركان، أحزان، آمال وأحلام. لحظات من الألفة الدافئة التي تذكرنا أن الأهم في الحياة ليس العيش برفاهية وإنما هو شئ افتقدناه جميعاُ؛ لكن غزة أبداُ ما افتقدته.

أسعد الله مساء غزة

سيخيم الظلام شيئا فشيئاً على أفق غزة الجريحة العزيزة، مكللاً نهاية يوم طويل آخر من الكفاح الدؤوب. بين أنقاض المنازل المدمرة وبقايا الحرب المدفونة في الشوارع، لكن شموع الأمل ستظل مضاءة بين الناس، رافضة أن تنطفئ

أسعد الله مساء غزة
أيتها الآسرة بكل جراحك. لن تستطيع أي قوة في الوجود أن تنتزع من أبنائك الأمل في الحرية والكرامة. مهما طال الظلام، سيأتي و الله الفجر يوماً ما. وستتلألأ من جديد مدينتك العامرةً المزدهرة على شاطئ البحر الأزرق، كما عرفناها ذات يوم.

أسعد الله مساء غزة
أعترف بأنك كنتِ و ستبقين انت الجرح النازف في القلب، الذي لا يندمل
ولا يتوقف عن النبض

سيشرق الأمل من جديد مع كل طفل يولد، في أرض تحاول جاهدة أن تنبض بالحياة من جديد بين الركام. تنبض بين جراحات الأمهات اللواتي يجهدن نفسهن ليوفروا قوت يومهم وأولادهم. تنبض بكل مجاهد يدافع عن حرية شعبه.

أسعد الله مساءك غزة
أيتها الأرض الطاهرة الممزقة بين الذئاب. تراكمت الجراحات فوق جراحات وغطت الآمال بطبقات من الرماد والألم. لكنك ستنهضين من جديد في يوم من الأيام. فقوة الإرادة والإيمان ببزوغ فجر الحرية لا تقهر. سينزاح الظلام، وتشرق بألف شمس مدينتك عامرة كما عهدناها.

أسعد الله مساك يا غزة؛ فأنتِ القلب النابض في جسد فلسطين الحبيبة.

https://www.youtube.com/watch?v=dwUGkH2qsvc

Leave A Reply

Your email address will not be published.