“أريدكُ لي”! بقلم:بسمة بدران

0
“أريدكُ لي”!
بقلم:بسمة بدران
مَررتُ بطريقٍ مجهول أولَ أمسٍ مُتأبطاً وِحدتي،
سارحاً في نجومِ ليلي، واجمَ القلبِ، مُكفهِرَّ المُحَيّا،
ومُثقلَ الكتفيْنِ من شرودي وضلال مسيري.
في طريقي لَمحتُ بطرفِ عيني بئراً؛
فتوقفتُ ورفعتُ بصري،
قلّبتُ عَيناى في محجرهما أُحاولُ التلصّص على من يقفُ البئرُ جنباً لها………وكانت هى!
إمرأةٌ من عَسجد، زانَت الأبيض التي ترتديهِ،
وعلى رأسِها وشاحٌ تُلملِم به فِتنةَ طَرفِها،
ومن عينيها تَنبعثُ دسائس الأنوثةِ التي أَردتني قتيلاً دونما جُهد منها!
حاولتُ لَملمةَ أذيالِ شجاعتي وما كُنتُ هيِّناً وسط قومي،
ولكن داءُ الرّبكةِ أصابني، وبصوتٍ مُتحشرج سألتها القليلَ لأروي عطشي؛
فأدلت بِدلوِها وأعطتني ما لم أَرومهُ…
وددتُ أن أُخبرها أنني حائرٌ في طريقي بدونها،
وأنّ عُمري الفائت مَلآن بالغضاضة، وأنني عطشان لريقِ وصلِها،
أريد أن أُزيّنها بديباجِ قصائدي، وأُزَركِشُ أيامي بنعومة صوتها….
ولم أنتهي من سِلسال أفكاري حتى باغتني سؤلها:
“أتريدُ شيئاً آخر يا رجل!”
ما كانَ مني إلّا أن واريت سوْءَةَ مشاعري،
وأَخفيت دُكْنةَ حزني لِفراقِها المُحتَّم لأُخبرها “أريدكِ سالمة”
لتتحرك قدماى بعيداً عنها في أناةٍ؛
فتُخبرها سَريرتي:
“أريدكُ لي”!
Leave A Reply

Your email address will not be published.