أخطاء التربية والنتيجة السلبية

أخطاء التربية والنتيجة السلبية

0

أخطاء التربية والنتيجة السلبية

بقلمي جمال القاضي

 

عاصفة بعد هدوء قد تأتي لتضرب بكل من كان في طريقها، جاءت لتثأر وتنتقم من كل من كانت له بصمة سيئة في ملامحها، ظنا منها بأنهم كانوا سبباً مؤكداً في فشلها .

 

لكن لماذا كان هذا الانتقام ؟ وكيف صارت النتائج ؟ وماهو هو العلاج ؟

نعيش لحظات مع نتيجة التفرقة والعنصرية في تربية النشئ داخل الأسرة

نخطئ كثيراً في تربية اطفالنا، عندما لم نستخدم من الأساليب التربوية مايتناسب مع كل شخصية وحالتها، بل ونفرق ونميز دائما، حين نهمل أحدهم، ونهتم بغيره، حين نعطي أحدهم، ونمنع عن غيره، وحين ندلل احدهم بأجمل الكلمات، ونستخدم أقبحها لغيره، عندما نلبي كل الرغبات لأحدهم التي تطلب والتي كانت مجرد أمنيات ولانلتفت للطلبات الضرورية والملحة لغيره.

 

هكذا كانت صورة من صور تلك الأساليب التي كانت ومازالت يتبعها البعض في تربية أطفاله، ولايدري لذلك سبباً، فقط يرى ان هذا الطفل لايعصي مايطلبه والديه منه في مقابل تمرد الغير من الأبناء او احدهم، وغالبا مايتم اتباع هذا الأسلوب في كثير من الأسر التي بها الجنسين، الذكور والإناث، فهذه العقول العقيمة التي تعلي من شأن الذكر وتدني من شأن الأنثى، ليكون كل الحظ الحسن من نصيب الأول، لتعاني الأنثي مع ذلك من تفرقة تميت بداخلها أمنياتها في الحصول على ادني حقوقها المشروعة لها بين أفراد أسرتها فقط لأنها أنثى .

 

هذا الطفل، وهذه الطفلة حين ترى وتشاهد تميزاً واضحاً فيما بينه أو بينها وبين باقي أفراد الأسرة من أشقائهما، يُرسخ بداخلهما ويضع في الأعماق بذرة العنف والتي تبقى محفوظة بهذه الأعماق لزمن طويل لتنبت على أغصانها ثمار الانتقام فيما بعد .

 

ثم تكون النتيجة عوار وسلبيات ظاهرة جلية للمشاهد والمفرق بين طرق التعامل والأساليب التي يتبعها الأبناء مع بعضهم ومع من كان مسئولاً عن تربيتهم، فهذا الطفل الذي كان مدللاً، تراه يسطو على حق أخيه الذي كان مهملاً، بل ويجور على حقه واخذه عنونة وغصبا، فهو يرى ان هذا الحق لايجوز ابدا أن يصبح له، بل من المفترض أن يضاف لحق هذا المدلل، وهذا الطفل الذي كان يتعامل معه بإهمال، بات سلبياً لوقت طويل، لكن بداخله شخصية مكبوة على هيئة بركان تكونت محتوياته من تراكمات ظلم جاءت لتضج بداخله، يوشك على الانفجار المحقق .

 

بعد مرور العمر

لقد مر العمر بكل منهما، ليصير الجمع شبابا، ويهرم الآباء وتضعف قواهم، لتنقلب الموازين، وتنفجر البراكين، وتأتي عواصف الانتقام، لتثأر من كل من كان سبباً في ظلمها .

 

ولتكن البداية مع من كان مسئولاً عن هذا الحال الذي أوصل بها لهذه النقطة .

فهذا هو الأب المسئول الأول، فهو الشخصية التي كم جعلته يعاني من الحرمان طويلاً، جعلته يئن وجعاً من الإهمال منذ القدم، منذ طفولته والتي راحت وضاعت معه كل أمنياته الطفولية من لعب ودلال ومن الحصول على المراد والمنال، ليصبح التمرد على الأب وعصيان أوامره هو ابسط طرق العقاب في نظره، بل وقد يصل العقاب للتعدي بالإيذاء البدني له، فلاطلباً له يجاب ولا أمراً له يطاع، ليقع هذا الابن في دائرة العقوق التي كان السبب فيها هو الأب من البداية للنهاية.

 

وهذه الأم التي كان من المفروض لها أن تردع الظلم عنه وتقف بكل قوتها أمام من يظلمه، ليعود الثواب ويتوسط المؤشر بين كفتي الميزان، لكنها ظلت ترى وتبارك بصمتها هذا كل ظلم دون تدخل منها ينصف الحق وينصره على الظلم، وهنا قد رآها هذا الابن أو هذه الإبنة على انها شريكة في ظلمه بدورها السلبي في تربية أي منهما، ليصبح الإنتقام منها منصفا لذات الشخصية ومعيداً لها حقها الذي سلب زمانا، فيتمرد عليها ويعصاها ويعاقبها بشتى الطرق .

ليس هذا الانتقام من الاب والأم وحسب، لكن الانتقام الأكبر ممن كان من حظهم الدلال والعطاء المفرض لهم، ليصبح الكره لهم هو الصفة الأولى التي تسكن قلوب من ظلموا هذه الشخصية بهذه التربية .

 

وهناك انتقام أخطر غير ما سبق، وهو انتقام الذات، اي انتقام الشخص لنفسه، بعدما تصارعت عليه الأمراض النفسية وتنافست لتحتل كل جوانب شخصيته وتقضي على ماتبقى فيها من الصفات الحسنة، لتصبح مفترساً يفترسه دون ادني اعتراض منه لأن هذه الفريسة قد سلمت نفسها طوعاً لمفترسها، لنرى وسوسات داخلية تخبره بأنه لم يعد له قيمة في المجتمع، ولم يكن ابدا له دوراً أو أهمية في أسرته، فهو المهمش والمهمل منهم جميعا، لاقيمة له بينهم، ولايسمع لرأيه ولايلتفت لتواجده، فيذهب وفي نظره أن ينتقم من نفسه ومن شخصيته الضعيفة التي سمحت لهم جميعا بأن يجعلوه هكذا، ظناً بأن هذا الانتقام لنفسه قد يجعل كل كان شريكاً في ظلمه في التربية يعاني من تأنيب الضمير لأنه كان سبب في هذه الحالة التي قد وصل إليها وعليها بعد عقابه لنفسه واختفاؤه عن هذه الحياه أو تواجده فيها بصورة سيئة للغاية .

 

فقد كان عقابه لنفسه إما بالسير في طريق المخدرات وادمانها، أو السير في طريقه للإنضمام لعصابات للسرقة او القتل للغير او التخريب لأنه يرى أن كل من في مجتمعه كان شريكاً مع اهله فيما قد وصل اليه من حال .

 

بل وقد يصل به الانتقام لأن ينتحر مستخدما طريقة من الطرق تجعل الأبوين والأشقاء في معاناة دائمة من تأنيب الضمير .

واخيرا :كيف نعالج هذه المشكلة ؟

ولعلاج هذه الأخطاء علينا من البداية وفي المرا

أخطاء التربية والنتيجة السلبية

بقلمي جمال القاضي

 

عاصفة بعد هدوء قد تأتي لتضرب بكل من كان في طريقها، جاءت لتثأر وتنتقم من كل من كانت له بصمة سيئة في ملامحها، ظنا منها بأنهم كانوا سبباً مؤكداً في فشلها .

 

لكن لماذا كان هذا الانتقام ؟ وكيف صارت النتائج ؟ وماهو هو العلاج ؟

نعيش لحظات مع نتيجة التفرقة والعنصرية في تربية النشئ داخل الأسرة

نخطئ كثيراً في تربية اطفالنا، عندما لم نستخدم من الأساليب التربوية مايتناسب مع كل شخصية وحالتها، بل ونفرق ونميز دائما، حين نهمل أحدهم، ونهتم بغيره، حين نعطي أحدهم، ونمنع عن غيره، وحين ندلل احدهم بأجمل الكلمات، ونستخدم أقبحها لغيره، عندما نلبي كل الرغبات لأحدهم التي تطلب والتي كانت مجرد أمنيات ولانلتفت للطلبات الضرورية والملحة لغيره.

 

هكذا كانت صورة من صور تلك الأساليب التي كانت ومازالت يتبعها البعض في تربية أطفاله، ولايدري لذلك سبباً، فقط يرى ان هذا الطفل لايعصي مايطلبه والديه منه في مقابل تمرد الغير من الأبناء او احدهم، وغالبا مايتم اتباع هذا الأسلوب في كثير من الأسر التي بها الجنسين، الذكور والإناث، فهذه العقول العقيمة التي تعلي من شأن الذكر وتدني من شأن الأنثى، ليكون كل الحظ الحسن من نصيب الأول، لتعاني الأنثي مع ذلك من تفرقة تميت بداخلها أمنياتها في الحصول على ادني حقوقها المشروعة لها بين أفراد أسرتها فقط لأنها أنثى .

 

هذا الطفل، وهذه الطفلة حين ترى وتشاهد تميزاً واضحاً فيما بينه أو بينها وبين باقي أفراد الأسرة من أشقائهما، يُرسخ بداخلهما ويضع في الأعماق بذرة العنف والتي تبقى محفوظة بهذه الأعماق لزمن طويل لتنبت على أغصانها ثمار الانتقام فيما بعد .

 

ثم تكون النتيجة عوار وسلبيات ظاهرة جلية للمشاهد والمفرق بين طرق التعامل والأساليب التي يتبعها الأبناء مع بعضهم ومع من كان مسئولاً عن تربيتهم، فهذا الطفل الذي كان مدللاً، تراه يسطو على حق أخيه الذي كان مهملاً، بل ويجور على حقه واخذه عنونة وغصبا، فهو يرى ان هذا الحق لايجوز ابدا أن يصبح له، بل من المفترض أن يضاف لحق هذا المدلل، وهذا الطفل الذي كان يتعامل معه بإهمال، بات سلبياً لوقت طويل، لكن بداخله شخصية مكبوة على هيئة بركان تكونت محتوياته من تراكمات ظلم جاءت لتضج بداخله، يوشك على الانفجار المحقق .

 

بعد مرور العمر

لقد مر العمر بكل منهما، ليصير الجمع شبابا، ويهرم الآباء وتضعف قواهم، لتنقلب الموازين، وتنفجر البراكين، وتأتي عواصف الانتقام، لتثأر من كل من كان سبباً في ظلمها .

 

ولتكن البداية مع من كان مسئولاً عن هذا الحال الذي أوصل بها لهذه النقطة .

فهذا هو الأب المسئول الأول، فهو الشخصية التي كم جعلته يعاني من الحرمان طويلاً، جعلته يئن وجعاً من الإهمال منذ القدم، منذ طفولته والتي راحت وضاعت معه كل أمنياته الطفولية من لعب ودلال ومن الحصول على المراد والمنال، ليصبح التمرد على الأب وعصيان أوامره هو ابسط طرق العقاب في نظره، بل وقد يصل العقاب للتعدي بالإيذاء البدني له، فلاطلباً له يجاب ولا أمراً له يطاع، ليقع هذا الابن في دائرة العقوق التي كان السبب فيها هو الأب من البداية للنهاية.

 

وهذه الأم التي كان من المفروض لها أن تردع الظلم عنه وتقف بكل قوتها أمام من يظلمه، ليعود الثواب ويتوسط المؤشر بين كفتي الميزان، لكنها ظلت ترى وتبارك بصمتها هذا كل ظلم دون تدخل منها ينصف الحق وينصره على الظلم، وهنا قد رآها هذا الابن أو هذه الإبنة على انها شريكة في ظلمه بدورها السلبي في تربية أي منهما، ليصبح الإنتقام منها منصفا لذات الشخصية ومعيداً لها حقها الذي سلب زمانا، فيتمرد عليها ويعصاها ويعاقبها بشتى الطرق .

ليس هذا الانتقام من الاب والأم وحسب، لكن الانتقام الأكبر ممن كان من حظهم الدلال والعطاء المفرض لهم، ليصبح الكره لهم هو الصفة الأولى التي تسكن قلوب من ظلموا هذه الشخصية بهذه التربية .

 

وهناك انتقام أخطر غير ما سبق، وهو انتقام الذات، اي انتقام الشخص لنفسه، بعدما تصارعت عليه الأمراض النفسية وتنافست لتحتل كل جوانب شخصيته وتقضي على ماتبقى فيها من الصفات الحسنة، لتصبح مفترساً يفترسه دون ادني اعتراض منه لأن هذه الفريسة قد سلمت نفسها طوعاً لمفترسها، لنرى وسوسات داخلية تخبره بأنه لم يعد له قيمة في المجتمع، ولم يكن ابدا له دوراً أو أهمية في أسرته، فهو المهمش والمهمل منهم جميعا، لاقيمة له بينهم، ولايسمع لرأيه ولايلتفت لتواجده، فيذهب وفي نظره أن ينتقم من نفسه ومن شخصيته الضعيفة التي سمحت لهم جميعا بأن يجعلوه هكذا، ظناً بأن هذا الانتقام لنفسه قد يجعل كل كان شريكاً في ظلمه في التربية يعاني من تأنيب الضمير لأنه كان سبب في هذه الحالة التي قد وصل إليها وعليها بعد عقابه لنفسه واختفاؤه عن هذه الحياه أو تواجده فيها بصورة سيئة للغاية .

 

فقد كان عقابه لنفسه إما بالسير في طريق المخدرات وادمانها، أو السير في طريقه للإنضمام لعصابات للسرقة او القتل للغير او التخريب لأنه يرى أن كل من في مجتمعه كان شريكاً مع اهله فيما قد وصل اليه من حال .

 

بل وقد يصل به الانتقام لأن ينتحر مستخدما طريقة من الطرق تجعل الأبوين والأشقاء في معاناة دائمة من تأنيب الضمير .

واخيرا :كيف نعالج هذه المشكلة ؟

ولعلاج هذه الأخطاء علينا من البداية وفي المراحل الأولى أن نلتفت إلى مبدأمهم جدا وهو مبدأ المساواة حيث ان المساواة بين أفراد الأسرة وعدم التمييز فيها بين طفل وغيره أو بين ذكر وأنثى، هو من أفضل الأساليب التربوية التي يجب أن تتبع من البداية، كما يجب على الآباء عدم إهانة احد منهم أمام الآخر، كما أن احترام الزوج لزوجته أمام ابناءه، وكذلك جعل مساحة من الوقت يجلس فيها الوالد مع ابناءه والأم مع أولادها والسماع لمشكلاتهم والعمل على حلها دون التقليل او التهميش للصغير من هذه المشاكل، هذه جميعا تعد أساليب تمحو أي ذاكرة لظلم وتفتح أمام الأبناء مجالا فيه يفصح كل فرد منهم ليعبر فيه عن نفسه وشخصيته بحرية ورؤية ماقد يكون فيها من شوائب حتى يمكن تنقيتها أولاً بأول .

 

كما يجب التركيز جيدا والتعمق والفهم الجيد لكل شخصية من شخصيات الأسرة وعلاج هذه الشخصية التي تعرضت للاهمال من قبل بأن تلقى المزيد من الرعاية والإهتمام وتعويض ماتم حرمانه لها من قبل واعطاؤها المزيد من المشاعر مثل الإحساس بمشاكلها والتعاون معها على حلها وحث افراد الأسرة على حسن معاملتها حتى يعيد لها ثقتها التي فقدتها من قبل وكذلك يمكن الاستعانة بالمتخصصين في العلاج النفسي .

علينا أن نتيقن أن المساواة بين الذكور والإناث وكل الأبناء تخلق أبناءًا اسوياءًا تتسم شخصياتهم بالهدوء والقدرة على التفكير العلمي السليم، فلالوم يكون على الأبناء بقدر مايكون أولاً على الآباء لخطأ يظهر على شخصية هؤلاء الأبناء لأننا الآباء كنا بطريق مباشر أو غير مباشر سببا فيما يصل عليه الأبناء ،،،،، والله ولي التوفيق.

حل الأولى أن نلتفت إلى مبدأمهم جدا وهو مبدأ المساواة حيث ان المساواة بين أفراد الأسرة وعدم التمييز فيها بين طفل وغيره أو بين ذكر وأنثى، هو من أفضل الأساليب التربوية التي يجب أن تتبع من البداية، كما يجب على الآباء عدم إهانة احد منهم أمام الآخر، كما أن احترام الزوج لزوجته أمام ابناءه، وكذلك جعل مساحة من الوقت يجلس فيها الوالد مع ابناءه والأم مع أولادها والسماع لمشكلاتهم والعمل على حلها دون التقليل او التهميش للصغير من هذه المشاكل، هذه جميعا تعد أساليب تمحو أي ذاكرة لظلم وتفتح أمام الأبناء مجالا فيه يفصح كل فرد منهم ليعبر فيه عن نفسه وشخصيته بحرية ورؤية ماقد يكون فيها من شوائب حتى يمكن تنقيتها أولاً بأول .

 

كما يجب التركيز جيدا والتعمق والفهم الجيد لكل شخصية من شخصيات الأسرة وعلاج هذه الشخصية التي تعرضت للاهمال من قبل بأن تلقى المزيد من الرعاية والإهتمام وتعويض ماتم حرمانه لها من قبل واعطاؤها المزيد من المشاعر مثل الإحساس بمشاكلها والتعاون معها على حلها وحث افراد الأسرة على حسن معاملتها حتى يعيد لها ثقتها التي فقدتها من قبل وكذلك يمكن الاستعانة بالمتخصصين في العلاج النفسي .

علينا أن نتيقن أن المساواة بين الذكور والإناث وكل الأبناء تخلق أبناءًا اسوياءًا تتسم شخصياتهم بالهدوء والقدرة على التفكير العلمي السليم، فلالوم يكون على الأبناء بقدر مايكون أولاً على الآباء لخطأ يظهر على شخصية هؤلاء الأبناء لأننا الآباء كنا بطريق مباشر أو غير مباشر سببا فيما يصل عليه الأبناء ،،،،، والله ولي التوفيق.

Leave A Reply

Your email address will not be published.