أحْلامي وُرُودٌ شعر/ ختام حمودة

أحْلامي وُرُودٌ شعر/ ختام حمودة

0

أجِيءُ إلَيْكَ مِنْ وَجَعِ الْبَعيدِ
وَغَيْمُ الْعُمْرِ في جَلَد ِ الرُّعُودِ
وَفِي ضِلْعِي يُرَفْرِفُ طَيْرُ حُبِّي
وَتُقْمِرُ فِيكَ أُمْسِيَةٌ بِعيدي
فَيا وَطَنِي البَعيد أراكَ نَسْرًا
أراكَ أراكَ فِي المَدِّ الْغَريدِ
وَيا وَطَنًَا يُشَعْشِعُ مِنْ جِراحي
عَلَى كُلِّ الشَّتَاتِ جُذَا الْوَقِيدِ
فَظِلّكَ ظَلَّ مُعْتَمَرًا بِظِلِّي
يُغَنِّي صَمْتَهُ هَمْسُ الْبَعيدِ
تُراقِصُنِي هُنا شَذَراتُ حُلْمٍ
تُأَرْجِحُنِي عَلَى ظُلَلِ الوُعودِ
فَتُوْرِقُ بَيْننا سَبْعُونَ دفْلى
وَتَعْرِشُ فِيَّ آلاَفُ الوُرُودِ
فَيا مَنْ غَلَّفَ الوِحْدان حُزْنًَا
وَبَلَّلَ مِنْ مَواجِعِهِ خُدودي
أتَيْتُكَ من تَصَاوير الْمَرَايا
يُراقِصُنِي بِلا آهٍ قَصِيدِي
يُكَوْكِبُني الْحَنينُ ظِلالَ عِشْقٍ
وَيَسْكُبُني بِنايات القَصيدِ
وَتَقْدَحُ لِلْهَوى نِيرانُ شِعْرِي
وَأقلامي نِيغُروبُ بِألفِ حُزْنٍ
يُجَنْدِلُ صَبْرَ رُوحي بالقُيُودِ
تُلَمْلِمُني مَسَافاتُ الأَماني
لِتَنْثرُني المَتاهَةُ مِنْ جَديدِ
وَتَبْقَى الرُّوحُ تَفْتَرِشُ المَنافي
فَيا ذِكْرَى بِطَيْفِ الأمْسِ جُودي
حَنيني ضَارِبٌ في كُلِّ جَذْرٍ
وَهَذي الرِّيحُ ناخِرَةٌ بِعُودي
وَتُهْدِرُ لِلْيبابِ رَبيعَ عُمْري
يَباسًَا قَدْ تَآكَلَ كَالصَّلُودِ
هَوَى وجدي تفتق من شغافي
وَعاثَتْ ريحُهُ بَذُرى الشُّرودِ
وَتَغْتالُ المَنافِيَ طَيْرَ رُوحِي
وَأصْدائِي تُنَاوِرُ فِي الصُّمُودِ
وَهَذا الْبُعْدُ كَبَّلَني بِشَوْقٍ
وَيْبٍسطُهُ ذِراعًَا بِالوَصيدِ
فَعُمْرِيَ قَدْ تَحَرَّرَ مِنْ زَماني
وَرُسْغي قَدْ تَفَلَّتَ مِنْ قُيودي
تُقَلّدُنِي السِّنونُ شَتاتَ عُمْرٍ
(فزيدي فيّ أوجاعي وزيدي)
أنا الْقَبْرُ الَّذي ما ضَمَّ ضِلْعًَا
وَمِيلادي غَدَا يَبْكي نَشيدي
وَكَفّي تُطْعِمُ لِلْغِرْبان قَمْحي
وَأسْرابُ الْجَرادِ لَها حَصيدي
وَأحْلامي وُرُودٌ حينَ أغْفوا…
وَعِنْدَ الصَّحْوِ تَرْمِسُني لُحودي
يَحُطُّ بَصَدْري جَيْشُ صَبْرٍ
وَتَحْمِلُني رِياحي لِلصُّرودِ
فَيا رُوحي إذا ما غِبْتِ عَنّي
فَقولي لي مَتَى نَحْوي تَعودي
تُجَرْجِرُني الْحَياةَ بِأرْضِ غَرْبٍ
فَيُلْجِمها بِتِحْناني صُدودي
عَسَى أنّي مِنَ الأشْواقِ أبْرَا
وَذاكَ الصَّدْر يَبْرَأ مِنْ وُعودي

Leave A Reply

Your email address will not be published.