أبلة مرفت.. ثانك يو ” كتب/  إميل لبيب

0

أبلة مرفت.. ثانك يو ” كتب/  إميل لبيب

 

صورة من مشهد فيلم ” عسل أسود ” للفنان احمد حلمى ومجموعة متميزه من النجوم عزفوا على أوتار أمور كثيرة تحتاج للالتفات الواعى لها للتغيير والتعديل بالحذف أو الاضافة او التبديل.

الصورة للفنانه ايمى سمير غانم وهى تمثل دور ( مرفت ) معلمه اللغة الانجليزية زميلة كل من ( مصرى، احمد حلمى ) و( سعيد، ادوارد ) فى المدرسة الإبتدائية.

بالنسبة لسعيد مرفت كانت حسب تعبيره ( دايسه ) فى اللغة وقادره ( تسد ) مع مصرى العائد لزيارة مصر بعد سنوات فى امريكا ( أحد البلدان المتحدثه باللغة الانجليزية الحديثه ) قضى مصرى سنوات طفولته وشبابه فى بلد المجر وبالتالى استطاع امتلاك حصيلة لغوية بطريقه نطق تماثل قاطنى امريكا نفسها، وبالتالى يستطيع الحكم على قدرات مرفت اللغوية وانها تمثل ( تلوث سمعى ) بالنسبة له، وتعلم الأطفال اللغة بطريقه خاطئة ليس فقط بسبب عدم قدرتها المهنيه لامتلاك ( الصنعة أو الحرفة ) لكنها قدرات شخصية تمثل عدم قدرتها على النطق الصحيح لعيوب فى النطق فهى ( لدغه )

مرفت لا تمتلك القدرات المهنية ولا الشخصية التي تؤهلها لتأديه مهام وظيفتها، ليس هذا فقط لكنها تنشر تعاليم خاطئة للأطفال بسبب قصورها المهنى والشخصى، وان كانت تمثل بالنسبة لسعيد، وهو فى هذا الدور يمثل الشخص غير المؤهل للحكم على قدرات مرفت المهنيه لانه ببساطه لا يمتلك القدرات التى تجعله فاهم او يعرف ما تقوم به مرفت، هو أجهل من أن يقوم بتقييم شخص بسبب عدم امتلاكه لمهارات تؤهله للحكم أو التقييم.

كما أن هناك جانب اخر لا نستطيع تجاهله فى الموضوع الا وهي مشاعر الاعجاب والحب التى لدى سعيد تجاه مرفت، والتى يخفيها بسبب ظنه أنها أعلى منه فى الكفاءه والامكانيات حسب وصف سعيد ( هى فين وأنا فين؟ ) هذا يشمل جانبين:

ـ الجانب الوجدانى العاطفى ( حب سعيد لمرفت ) يتسبب فى تعطيل القدرة على اعمال العقل والتفكير المنطقى العقلانى ( بيحكم بمشاعره ) فيصدر حكم عاطفى، المثل الشعبى يصف سعيد ( حبيبك يبلع لك الزلط )

ـ النظرة الدونيه التى يرى فيها سعيد نفسه، تدنى الصورة الذاتية لشخصه يجعله يظن ان الجميع أفضل وأقدر منه على القيام بالمهام وخاصة فيما يجهل، فلا يستطيع التفريق بين امتلاك مهارات او قدرات لا يجيدها ونظرته لنفسه، فيربط ربط غير منطقى بين كفاءه المهارات، وشخصه وقبول الناس له، هو فى الحقيقة لا يقبل نفسه، ومازال يمارس دور الطفل الذى يحصل على المصروف من أمه

الحكم على قدرات مرفت تطلب شخص يمتلك قدرات لغويه أعلى للحكم على مدى صلاحية مرفت لشغل وظيفه معلم.

لو طبقنا ماسبق على الواقع العملى والمهنى فى مجتمعنا نجد أن:

ـ مجامله من نحب فيما يقومون به حتى لو كانوا أقل من الكفاءه المطلوبة منهم، الحكم هنا عاطفى وليس عقلانى، فنجد أنفسنا متورطين فى أخطاء مهنيه بسبب المجاملات وابتلاع الزلط حسب المثل السابق.

وصف لى أحد الأشخاص الخبير فى الحصول على مكاسب عن طريق شغل أدوار لا يستطيع توفيه متطلباتها طريق النجاح فى ذلك بقوله ” الموضوع كله علاقات، حسن علاقاتك مع الناس وصاحب الكبير هاتتفتح لك الابواب المغلقه “

هذا الكلام أكدته دراسه قامت بها جامعة ستانفورد على النجاح المهنى حيث كانت نتيجة الدراسة ان النجاح المهنى يعتمد على 85% من العلاقات مقابل 15% من الكفاءه فى العمل

المجاملات ليست فى مجتمعنا فقط لكنها طبع إنسانى، فالنفس تميل لمن تحب وتعشق حتى لو كان سيتسبب لها فى خسارة او حتى ايذاء وضرر، وأظن ان البعض يعرف نماذج من من يقبلون معامله لا يستحقونها بسبب مسمى الحب من وجهه نظرهم.

ـ الأمر الثانى هو عدم فهم ومهنية المتلقى تجعله يصدق كل مدعى حصل على قناه او اذاعة او منبر يتحدث من خلاله وحوله مجموعة من المنتفعين أو المطبلين يصيتوا له، أما عن انتفاع أو جهل أو مصلحة وتربح فيظن الفرد العادى ان مايقال هو من صحيح العلم طالما هناك من أيده وأشاد به.

للضغط المجتمعى دور فعال فى قبول أو رفض الأمور التى قد تصل لرفض بعض المفاهيم العلمية المثبته بالتجربة والممارسة العملية عدم جدواها، على العكس ضررها واضح وظاهر للعيان، نذكر رواية قنديل أم هاشم للدكتور يحيى حقى التى رصدت تأثير المعتقدات على السلوك والقرارات بسبب رؤية البعض المؤثرة للدرجة التى يتعكل فيها العقل فلا يعى ولا يدرك المخاطر والسلبيات.

ـ الأمر الثالث الذى أختم به مقالى هو حيثيه الشخص الصادر منه الكلام، نحن مجتمع متدين بطبعه، وان كان فى بعض الأحيان تصدر منا سلوكيات بعيده كل البعد عن الدين والقيم الاخلاقية الدنيوية، وبالرغم من هذا مازال هناك تقدير وتوقير لرجل الدين، بغض النظر عن نوع الدين، وبغض النظر عن خبرة رجل الدين وحداثه او كبر عمره، فما يراه الاغلبية فيه انه المتحدث باسم الله، وتوقيره نابع من انتماءه للفئة التى كرست نفسها للعباده والدعوة للعمل الصالح.

وجه اخر للحيثيه، هو ممثل القانون أو رمز السلطة، فالبعض مازال يرى ان طالما انتمى الشخص للجهة الرسمية فكلامه هو المصدق به حتى لو كان يخالف الواقع اومنطقية الحكم على الأمور.

عدم التخصص فى المجال المهنى وتلقائية التعامل مع المفاهيم الإنسانية والعلمية هى التى شجعت الى ظهور بعض المتربحين من الم وأوجاع الناس مثل ميكانيكى البنى أدمين وغيره، والاعلانات التى تدعو لكورسات تحمل عناوين ” كيف تشقطيه ” أو ” كيف تحقق النجاح بدون مجهود ” وهى عناوين وأن كانت تفضح محتواها الا ان هناك للاسف من يقبلون عليها.

كما أن الاختيار الخاضع للعاطفة المبنى على مجاملات يؤدى نتائج الأغلبية تعرف مداها.

أن تحكيم العقل هو الشئ الوحيد الذى سيوظف مرفت فى المكان المناسب لامكانيتها ويساعد الجيل التالى لها على أن يتعلم دون مجامله او حكم غير منصف

Leave A Reply

Your email address will not be published.