وحدتي الحبيبه
بقلم: مريم كيوان
وحدتي الحبيبه
بقلم: مريم كيوان
ها هو اليوم الاول لي وحدي منذ عامين ..
أقضية في البيت وحدي … ما كنت اعلم ان الوحدة جميلة الى هذه الساعة .. فقد ذهب الجميع الا انا تتربص عيوني أفولهم .. فقد كنت اعد نفسي لمثل تلك اللحظة منذ ايام ..
كانت تبدوا على ملامحي علامات الفرح .. رغم انهم كانوا حولي لكنت كنت وحدي ..
برغم وحدتي معهم الا ان عيونهم كانت تتلصص عليّ في وحدتي ..
ها أنا وحدي اخيرا .. اغفوا متى أشاء وأضحوا متى أشاء .. أتناول فطوري ساعة اريد وعلى دوفي الخاص لا اكل على اذواق الجميع ارضاء لفلان او علان ..
مضت الساعة الاولى من فرحتي وانا تغمرني لحظات الفرح ويطوي الحزن صفحاته من على ملامح وجهي .. في الساعة الثانية أعدت اعد إفطاري .. كنت فرحة فانا اكل ما اشتهي لا ما يشتهون .. وبعد الإفطار جلست اتصفح هاتفي .. اقلب صفحاته كما اقلب صفحات دفتري .
في الساعة الثالثة شعرت بحاجتي لأخذ غفوة .. تمددت على كنبة في الصالة .. حاولت ان اغفو لكن النوم استعصى عليه ان يطرق أبوابي .. حاولت استرضاءه كي يلقي بتعويذته على جنبات روحي .. لكنه ابى ..
خرجت الى الشرفة .. الدنيا ماطرة والرياح باردة ..يا الهي لا أستطيع البقاء في الخارج .. !
دخلت ووقفت خلف النافذة اطالع قطرات المطر وهي تغسل أوراق الشجر برفق .. وكأنها تداعبها.. وتغسل الشوارع الفارغة من المارة ..
أطلقت العنان لأفكاري ان تذهب بعيدا لو اني اعود صغيرا لخرجت الى باحة البيت وركضت وتراقصت تحت زخات المطر .. ولوبختني والدتي .. ستمرض يا ولد ادخل الو البيت .
لن أخذك الى الطبيب اذا مرضت .
لانك لا تسمع الكلام ..
تنهدت قائلا رحمك الله يا أمي وابي ..
عدت أدراجي لوحدتي الحبيبة ..
أردت ان احتفل بتلك اللحظات بصنع اجواء خاصة .. غداء بسيط لا عناء فيه . فهذا يوم إجازتي منذ سنوات ..
صنعت طبق معكرونة .. تناو ته بشغف ونهم المحروم .. فنحن لا نطبخه لانهم لا يحبونه ..
سكبت صحني الاول .. تناولته بنهم الجائع ..
انتهيت من تناول الغداء ..
يا الهي ما هذا اليوم الطويل …
ماذا افعل أيضا ..؟
عدت لهاتفي أتصفحه لعل هناك جديد .. رسائل باهتة ..أيضا لا احد يذكرني … او يطمئن علي .
بدأت عيناي تغمضان رغما عني …حمدت الله اخيرا سأنام .. ذهبت الى سريري ..فإذا بي اعود من جديد ..
لحظات وأصابني الملل ..
ترى متى سيعودون ؟
لا.. لا
لا زلت لم اصل بعد الى ذروة فرحتي ..
أشعلت ذاك التلفاز العنيد الذي لم يسعفني يوما بالعمل الا بجهد جهيد ..
لم يعمل هذه المرة أيضا وكأنه متأمرا علي معهم .
بدأ الملل يتسرب الي رويدا رويدا ..
بدأ الوقت ينفذ مني .. يأكل ما تبقى لدي من نشاط ..
جلست على أطراف سريري .. فارغ من كل شيء الا من حلم بسيط لكنه للأسف لم يكتمل .. ها انا اسمع قرع نعالهم على درجات السلم ..
ها هم يقطعون عليّ حبل افكاري .. تنهدت وقلت هامسا : يا لفرحتي التي لم تكتمل .