نحيب الفؤاد .. بقلم / مي محمد علاونة
علّ البكاء ليلاً إذ تبعه النحيب يستجيب
كل الشكوك تراود دماغي وتأتي بما لا يؤتى على الخواطرِ وكأن نبعًا من إحساس الخبث جُنَّ على ركبتيه جاثيًا داخلي ولا يقول إلا شرًا.
كنت في أشد الحاجة الى أن يحتضنني أحدهم لأن يرى كل هذا الدمع المتراكم في حنجرتي، جميع الشتائم العالقة على أطراف لساني، أرتميتُ غارقاً بدموعي على كتفاً قد انهكهُ التعب.
أدركتُ في وقتٍ متأخر أننا لا نكبر بالوقت بل بالفقد، فما لم يفعله مُرَّ الزمن، فعل أضعافه مُرَّ الفراق، ما اجملها رغم رتوش الخيبة في ملامحها، وجهها مُدجج بالحزن وفؤادها أيضاً.
أصبحتُ كالشمعة أتكون لأواسي محترق، أنني مُدين للخيبة الأولى، الصدمة الأولى، مُدين لجميع الأشياء التي امتصت مني شعور الألم في البداية ثم صنعت مني اللامبالاة ببقية الهزائم، أشكُر كل شيء خذلني.