من أنا؟…بقلم / محمود أبو زيد باشا
قالت:
منذ فترةٍ وأنا مشتتةٌ و حائرةٌ في أمري؛ المضحك أنني لا أعلمُ سببًا أتحسسهُ ليكونُ أصلاً للحيرةِ والشتاتِ، نعم فأنا لم أعد فراشة الزببرا بالرغمِ من هدوء حياتي الرتيبةِ، لكن الأمرَ لم يقتصر على ذلكَ.. فهناك وابلٌ من الأسئلةِ تراودني من الحينِ لأخر ولم أجد لها جواب شافٍ.. وقد تكونُ تلكَ التساؤلاتِ هي سببُ السئم و المعاناة.
أبدأ بأول تساؤلٍ عسى أستطيعُ التعرف به على هويةِ اِمرأةِ غابت عني لسنواتِ؛ هل أنا حقا المرأةِ التي يراها الناسُ ويتمنها الرجالُ؟ أم أنا حرباء تتلون لمواكبةِ نفاقٍ و كذب سائدُ؟! أم أنا مهزومة حرب أجبرت على معاهدةِ سلامٍ للنجاةِ بما تبقى لها من مدينة خربها عدو غاشم؟ أم أنا زيف مصطنع يَسِيرُ بين الناسِ؟ أم أنا ممن يهولُ الصغائِرُ وهي في الأصلِ شيءٌ لا يراهُ من لديه أحلامٌ و آمالٌ؟.
حاولت أن أجِدُ ضالتي بطرحِ بعضِ ما تعرضت له عسى يكونُ بدايةٌ لنسيجِ خيطِ أفصل به ثوبُ نجاتي:
• هل دعوةُ الشاعرِ التي حافظتها كاسمي وصرتُ أدعُو بها و أرددها أصل خَيباتي:
- أَستَغْفِرُ اللهَ العظيم من كُلِّ ذَنب إلا الهَوَى
يا رَبُّ زِدْني من عَذابِ الشَّوقِ زِدْ
واجْعلهُ يَسكُنُ كلَّ عِرْقٍ، كلَّ نَبْضٍ، كلَّ هُدبْ
لأظَلَّ أصْرُخُ مِثْلَ قِدِّيسٍ كَتومْ
هو ليسَ يُفصِحُ عن هواهْلكنَّهُ مُستغرِقٌ فِيمن يُحِبْ.
• هل زوجي المهمل الذي فكَّ أسري هو من قتل أنوثتي فأصبحت لا أبالي بكيف تتحدثُ النساءُ؟.
• هل السعي لأخذ حقي ممن جَحِدَ العشير هو من أتعبني وبتر بسمة كانت تعانقُ السماءِ؟.
• هل تعلقي بمفاتنِ الحياةِ الفانيةِ والبعدِ عمن خلقت لأعبدهُ سرَّ الضيقُ و العذابِ؟.
• هل الصعابُ التي تحملتها لها يدٌ في وأد ذاتُ الجدائلِ؟.
• هل عشقي لمن لا يستحقُّ حرف واحد من كلمةِ رجلٍ هو ناتجٌ لما أنا فيه؟.
ها أنا اِنتهيتُ لكنني لم بدايةً لطريقِ نجاتي!! فعدت كما بدأت حائرةُ خاليةُ الوفاض؛ ترى من أنا؟.